للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلمة خطيرة لابن الجوزى يقول فيها " تصر على المعاصى وتصانع ببعض الطاعات والله إن هذا لمكر " اهـ.

فتراه قد واعد البنت الفلانية ليقابلها غدا , ويجلس فى المسجد أمام الخطيب وهو يفكر فى الموعد .. إصرار على المعصية .. أتمكر بربك؟! .. يأكل الحرام وواعد على رشوة , ومع ذلك يصلى ويتصدق وحاجز فى العمرة .. تمكر بمن؟!. وستجد من يجلس فى المسجد يستغفر وهو يحمل علبة السجائر .. مصر على المعصية , ويقول: اللهم تب علىّ! .. بمن تمكر؟!! .. وأعجب من هؤلاء جميعا من إذا سمع بهذا الكلام قال معاندا: إذا والله لن أتوب ولن أصلى .. لا .. أنا لا أقول ذلك الكلام لتقول هذا , ولكن أقوله لكى لا تمكر بربك .. فهو الذى خلقك ويعلمك.

فالذى قد واعد البنت الفلانية وجاء ليصلى يمكر .. نعم: هذا مكر .. وتعجب من قوله حين يسمع بهذا الكلام: أنا آسف , ولن أصلى بعد ذلك .. وهذا هو الغلط .. هذا هو العور فى البصيرة .. فبدلا من أن تقول: تبت إلى الله , تقول هذا الكلام؟! .. سلم يا رب سلم .. تصر على المعاصى وتصانع ببعض الطاعات إن هذا لمكر .. فالمفترض والمتوقع حينما أقول لك هذا الكلام أن تقول: لا للمعصية , لا أن تقول: لا للطاعة!!.

وفرق كبير بين الذى يعصى ثم يستغفر ويتوب ويندم ويعزم على ألا يعود , وبين من يمكر السيئات .. وفرق كبير من يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب , وبين الذى يدبر ويمكر ويصر ويستمر.

<<  <   >  >>