للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا هو الملحظ الخطير عند تأمل الآيات السابقة:

أنك تجد التفريق بين من يتورط فى المعصية عند غلبة الشهوة مع الجهلة وشدة الغفلة , وبين من يمكر للموضوع فيحتال ويدبر ويحتاط ويلف ويدور , ويبحث عن الشبهات ويتعامى عن الضوابط , لذا كانت عقوبة الماكر أشد بكثير من عقوبة العاصى.

لذا إذا قلت لك: تصانع بالطاعات وأنت مصر على المعاصى , فلا تقل: إذا لن أصلى حتى أنتهى عن المعاصى!! .. لأن هذا مكر! .. ولم لا تنتهى عن المعاصى وتستمر فى الصلاة؟!! .. اللهم تب على كل عاص مسلم يا رب ..

وتأمل معى قصة أصحاب السبت لمّا مكروا على الله , واستخفوا بزواجره , مسخوا قردة ..

قال الله - تعالى -: " واسألهم عن القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يعدون فى السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون " (الأعراف: ١٦٣). أى: واسأل يا محمد يهود المدينة عن أخبار أسلافهم وعن أمر القرية التى كانت بقرب البحر وعلى شاطئه ماذا حل بهم لما عصوا أمر الله واصطادوا يوم السبت؟ , ألم يمسخهم قردة وخنازير؟! والاعتداء فى السبت مجرد معصية أهون ن كثير من معاصيهم , كقتل الأنبياء وطلب رؤية الله جهرة وطلب أصنام وعبادة عجل .. الاعتداء فى السبت أخف من كل هذا بلا شك .. وفى كل هذا لم يمسخوا , وإنما مسخوا

<<  <   >  >>