للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باعتدائهم فى السبت .. وهذا يدلك على أن العقوبة لم تكن على مجرد المعصية , وإنما العقوبة على المكر.

قال الفيروزآبادى: " إن معصيتهم هذه كان فيها استخفاف بالله " , إذ حفروا الحفر يوم الجمعة ونصبوا عليها الشباك فوقعت فيها الاسماك يوم السبت وهم ينظرون , ثم جمعوا السمك يوم الأحد .. فتراهم قد خادعوا ومكروا بنصب الشباك يوم الجمعة وجلسوا كالمستخفين بربهم يوم السبت يضعون أيديهم فى جيوبهم وهم ينظرون إلى السمك يتساقط فى شباكهم التى نصبوها ويقولون: يا رب , انظر كيف نحن مطيعون لك يوم السبت فلم نصنع شيئا مطلقا .. وهيهات هيهات.

تعال معى إلى سرد القصة:

" كان بنو إسرائيل قد طلبوا أن يجعل لهم يوم راحة يتخذونه عيدا للعبادة , ولا يشتغلون فيه بشؤون المعاش , فجعل لهم السبت .. ثم كان الابتلاء ليربيهم الله ويعلمهم كيف تقوى إرادتهم على المغريات والأطماع , وكيف ينهضون بعهودهم حين تصطدم بهذه المغريات والأطماع .. وكان ذلك ضروريا لبنى إسرائيل الذين تخلخلت شخصياتهم وطباعهم بسبب الذل الذى عاشوا فيه طويلا , ولابد من تحرير الإرادة بعد الذل والعبودية , لتعتاد الصمود والثبات. فضلا على أن هذا ضرورى لكل من يحملون دعوة الله , ويؤهلون لأمانة الخلافة فى الأرض .. وقد كان اختبار الإرادة والاستعلاء على الإغراء هو أول اختيار وجه من قبل إلى آدم وحواء .. فلم يصمدا له واستمعا لإغراء الشيطان بشجرة الخلد وملك

<<  <   >  >>