والعلماء يستدلون على هذا الاصل:" من صفى صفّى له , ومن كدر كدر عليه " يقول الله - تعالى -: " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عبد الله "(الإنسان: ٥ - ٦) .. عينا يشرب بها من؟ " عباد الله " .. فهم أبرار , عباد الله أولا , ولذلك استحقوا النعيم والتكريم.
قال العلماء: الناس ثلاث درجات: الدرجة الاولى: أصحاب الشمال - نعوذ بالله منهم - وهؤلاء هم أهل النار , وإن كانوا فى النهاية سيدخلون الجنة. والدرجة الثانية: الأبرار , وهم من أهل الجنة. والثالثة: المقربون وهم أفضل وأعلى من الأبرار.
إذا فأهل الجنة درجتان: أبرار ومقربون , ولذلك يقول عز وجل:" ولمن خاف مقام ربه جنتان "(الرحمن: ٤٦) , وفى قوله:" ومن دونهما جنتان "(الرحمن: ٦٢) , جنتان من ذهب للمقربين , وجنتان من ورق ... (فضة) لأصحاب اليمين .. وفى هؤلاء جميعا يقول الله عز وجل: (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة * والسابقون السابقون * أولئك المقربون " (الواقعة: ٨ - ١١).
أصحاب اليمين والسابقون أو الأبرار والمقربون .. درجتان: ممتازة وعادية .. فأى الدرجتين تفضل؟! , ولذلك فإن الناس الأبرار يقول الله فيهم: " إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا " (الإنسان: ٥) .. مزاجها أى ممزوجة .. أى إنهم سيشربون ماء كافورا .. " مزاجها كافورا " , أى: رائحتها كافور .. أما عباد الله المقربون فسيشربون كافورا خالصا , كافورا صافيا .. لأنهم صفّوا .. ومن صفّى صفى له , ومن كدر كدر عليه.