لقد كنت أقول لأولادى - اللهم أصلح أولادى أولاد المسلمين , اللهم ربّ لنا أولادنا , اللهم احفظ أولادنا ونجهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن - كنت أقول لهم عندما وجدت فيهم بعض الفتور وعدم الصفاء: أنت لستم جهالا .. تعرفون فضل قيام الليل , وتعرفون فضل صلاة النوافل , وفضل الذكر , وفضل الصدقة .. وتعرفون وتعرفون .. فلماذا إذا لا تعملون؟! .. لماذا أنتم كسالى؟! .. قلت لهم وأقول لكم أيضا لأنكم أيضا أولادى: تعرفون ما السبب؟! .. السبب أنكم لم تتصوروا الجنة كما ينبغى.
وقلت لبناتى: أنت لو مت الآن هل ستكونين مع السيدة فاطمة أو عائشة حبيبة النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنة؟! .. إذا ما فائدة الجنة إذا لم تكونى مع هؤلاء؟!!
إن بعض الناس فى الجنة - اللهم ارزقنا الجنة يا رب - ينظر إلى وجه ربه بكرة وعشية , وبعض الناس لا يرى الله الا كل جمعة .. كل أسبوع مرة فماذا تنوى أنت؟ هل تحب أن ترى الله مرتين فى الاسبوع أم مرة كل يوم؟ .. إذا منا فى الدنيا نتمنى أن نأتى إلا درس العلم كل يوم , فما بالنا فى الجنة برؤية الملك!!
إخوتاه , لو أنكم كنتم فى الجنة , وحرمت أنت من النظر إلى وجه الله الكريم كل يوم , ولم تتمتع برؤيته كما يتمتع أهل الفردوس , فكيف تتصور حالك؟! .. نعم: ستكون سعيدا فى الجنة ولكن ليس كسعادة أهل الفردوس .. هذه هى القضية .. أن تفكر فى حالك , وهل أنت صاف مع الله أم لا؟ .. هل لو مت اليوم ستكون مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم؟ ..