للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنه لوهن فى الرأى , وسوء نظر فى العاقبة .. إنما تكون الذلة مع العجلة , وإن من ورائنا قوما نكره أن نعقد عليهم عقدا , ولكن نرجع وترجع , وننظر فتنظر .. لا .. الدين ليس هكذا .. الدين ليس فيه أصلّى أم لا؟ .. ولا ألتحى أم لا؟ وليس فيه تنتقبين أم لا؟ .. الدين قرار على وفق ما يريد المولى.

فقام رجل منهم هو المثنى بن حارثة فقال: إنما نحن نزلنا بين سريان اليمامة والسماوة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فما هذا السريان؟ " , فقال المثنى: أنهار كسرى ومياه العرب .. فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مفغور وعذره غير مقبول .. يعنى: أننا لسنا نقدر على كسرى .. وأما ما كان من مياه العرب فذنبه مغفور وعذره مقبول .. وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى: ألا نحدث حدثا ولا نأوى محدثا , إن هذا الأمر تكرهه الملوك .. ما هذا الدين الذى جئت به؟ .. وإنا نرى أن هذا الأمر تكرهه الملوك. فإن أحببت أن نؤويك وننصرك ممن يلى مياه العرب فعلنا , أما من كسرى أو قيصر فلا , فلسنا نحتمل الوقوف فى وجه هؤلاء .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق , وإن دين الله لن ينصره إلا من أحاطه من جميع جوانبه ".

يا لله! .. انظر ماذا قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. فن الدعوة .. قال له: إنك رجل طيب .. أثنى عليه .. فقال: " إذ أفصحتم بالصدق " .. هذه الكلمة لها أثر كبير جدا فى الدعوة.

<<  <   >  >>