للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملل والديانات؛ فكلهم يعتقدون أن خالق العالم هو الله وحده، قال الله - تبارك وتعالى - عنهم: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (١) .

وذلك لأن قلوب العباد مفطورة على الإقرار بربوبيته - جل وعلا - لذا؛ فلا يصبح معتقده موحدا؛ حتى يلتزم بالنوع الثاني من أنواع التوحيد، وهو:

٢- توحيد الألوهية (٢) :

هو إفراد الله تعالى بالعبادة، ويسمى توحيد العبادة، ومعناه الاعتقاد الجازم؛ بأن الله - سبحانه وتعالى - هو الإله الحق ولا إله غيره، وكل معبود سواه باطل، وإفراده تعالى بالعبادة والخضوع والطاعة المطلقة، وأن لا يشرك به أحد كائنا من كان، ولا يصرف شيء من العبادة لغيره تعالى؛ كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والدعاء، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف


(١) سورة لقمان، الآية: ٢٥.
(٢) (() (الألوهية) : (مشتقة من كلمة (إله) بمعنى المعبود المطاع، أي: المألوه، وهو شامل لكل من يعبد: الإله الحق وهو الله تعالى، والآلهة الباطلة التي تعبد من دون الله، ولكن الإله الحق يجب أن يكون خالقاً قادراً رازقاً مدبراً، وعليه مقتدراً؛ فمن لم يكن كذلك فليس بإله، وإن عبد ظلماً، وسمي إلهاً) انظر (لسان العرب) ج١، ص ٣٩٩.

<<  <   >  >>