وغيرها من الأحاديث النبوية الدالة على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق ولا القول بدون العمل وأداء الفرائض.
فهذه هي الأدلة من الكتاب والسنة؛ تدل على أن الأعمال جزء من الإيمان، ولم يثبت المدح فيهما إلا على إيمان معه العمل؛ لا على إيمان خال عن أعمال، وهذا هو القول الحق، الذي أجمع عليه سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.
فتعريفهم للإيمان حكم الشرعي موافق للنقول؛ أما غيرهم فقد مالوا عن الحق وجانبوا الصواب.
وفي الحقيقة أن المؤمن الصادق مع ربه - جل وعلا - والطالب للحق، العامل لآخرته؛ يبتعد من شبهات الشيطان وخطواته، ويتبع الجماعة، ولا يقول قولاً ولا يعمل عملاً إلا وله فيها إمام من أئمة أهل السنة المعتبرين، ويكفيه - أيضاً - دليل واحد صحيح من الشرع، لكي يعتقد ذلك الأمر ويعمل بها؛ فكيف وقد تضافرت الأدلة الشرعية الصريحة من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على صحة ما أجمع عليه سلف هذه الأمة المعصومة، في مسمى الإيمان، وفي جميع ما يعتقدون، والحمد لله.