للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحوا ل (١) .


(ا) قلت: قد بسط الحافظ أبوالوليد الباجي القول في هذه المسالة،
وأوضحها بالأمثلة، وأشار إلى كلامه واعتمدة الحافظ ابن حجر في، (بذل الماعون
في فضل الطاعون "، وقال: "وهذه قاعدة جليلة فيمن اختلف النقل عن ابن معين
فيه، نبه عليها أبو الوليد الباجي في كتابه "رجال البخاري "، كما نقل ذلك عنه
شيخنا العلامة التهانوي في "قواعد في علوم الحديث " ص ٢٦٤.
وها أنا ذا أنقل كلام الحافظ الباجي على طوله -وإن غاظ ذلك الطول بعض
المنفوخين والمتعالمين -، لنفاسته واتصاله التام بهذا المقام، قال رحمه الله تعالى
في كتابه "التعديل والتجريح لمن خرج له البخارى في الجامع الصحيح "
ا: ٢٨٣ - ٢٨٨، تحت عنوان (باب الجرح والتعديل) :
"اعلم أنه قد يقول المعدل: فلان ثقة، ولا يريد به أنه ممن يحتج بحديثه،
ويقول: فلان لا بأس به، ويريد أنه يحتج بحديثه. وإنما ذلك على حسب
ما هوفيه ووجه السؤال له، فقد يسأل عن الرجل الفاضل في دينه المتوسط حديثه،
فيقرن بالضعفاء، فيقال: ما تقول في فلان وفلان؟ فيقول: فلان ثقة، نريد أنه ليس
من نمط من قرن به، وأنه ثقة بالإضافة إلى غيره. وقد يسأل عنه على غير هذا
الوجه، فيقول: لا باس به، فإذا قيل: أهوثقة؟ قال: الثقة غير هذا.
يدل على ذلك ما رواه. . . عمرو بن علي قال: أخبرنا عبد الرحمن بن
مهدي: حدثنا أبوخلدة، فقال رجل: يا أبا سعيد أكان ثقة؟ فقال: كان خيارا، وكان
مسلما، وكان صدوقا، الثقة شعبة وسفيان.
وانما أراد عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: التناهي في الإمامة، -إذ-
لولم يوثق من أصحاب الحديث إلا من كان في درجة شعبة وسفيان الثوري لقل
الثقات، ولبطل معظم الاثار
وأبوخلدة هذا: خالد بن دينار البصري، أخرج البخاري في الجمعة،
والتعبير، والعلم، عن حرمي بن عمارة، عنه، عن أنس. وقال عمرو بن علي: =

<<  <   >  >>