للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.............................................................


= سمعت يزيد بن زريع يقول: أخبرنا أبوخلدة وكان ثقة. ولكن عبد الرحمن لم يرد
أن يبلغه مبلغ غيره، ممن هوأتقن منه وأحفظ وأثبت، وذهب الى أن يبين أن درجته
دون ذلك، ولذلك قال: كان خيارا، كان صدوقا، وهذا معنى الثقة، اذا جمع
الصدق والخير مع الإسلام.
وقد روى عباس الدورى عن ابن معين أنه قال: محمد بن إسحاق ثقة وليس
بحجة، وأصل ذلك أنه سئل عنه وعن موسى بن عبيدة الربذي، أيهما أحب اليك؟
فقال: محمد بن اسحاق ثقة وليس بحجة. فانما ذهب الى أنه أمثل في نفسه من
موسى بن عبيدة الزبذي.
وقال عبد الرحمن الرازي - ابن أبي حاتم -: قيل لأبي حاتم: أيهما أحب
اليك: يونس بن يزيد الأيلي أو عقيل بن خالد الأيلي؟ فقال: عقيل لا باس به. فقد
قال في مثل عقيل: لا باس به، ويريد بذلك تفضيله على يونس، ولوقرن له بعبد
الجبار بن عمر لقال: عقيل ثقة ثبت متقدم متقن. وقد سئل عنه أبوزرعة الرازي
فقال: ثقة صدوق. فوصفه بصفته لمالم يقرن بغيره.
وقد ذكر لأبي عبد الرحمن النسوي تفضيل ابن وهب: الليث على مالك،
فقال: وأئ شيء عند الليث؟ لولا أن الله تداركه لكان مثل ابن لهيعة. ولا خلاف أن
الليث من أهل الثقة والتثبت، ولكنه إنما أنكر تفضيله على مالك أو مساواته به.
فهذا كله يدل على أن ألفاظهم في ذلك تصدر على حسب السؤال، وتختلف
بحسب ذلك، وتكون بحسب اضافة المسؤول عنهم بعضهم الى بعض، وقد يحكم
بالجرحة على الرجل بمعنى لووجد في غيره لم يجرح به، لما شهرمن فضله
وعلمه، وأن حابه يحتمل مثل ذلك.
فعلى هذا يحمل ألفاظ الجرح والتعديل من فهم أقوالهم وأغراضهم،
ولا يكون ذلك الا لمن كان من أهل الصناعة والعلم بهذا الشان، وأما من لم يعلم....
ذلك، وليس عنده من أحوال المحدثين الا ما ياخذه من ألفاظ أهل الجرح =

<<  <   >  >>