يقول: اتركْ تُراث خفاف لرعل ومطرود. وخفافٌ ورعل ومطرود بنو أبٍ واحد. وأخبرنا عليّ ابن ابراهيم القطان عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: ألقى عليَّ أعربيٌ هَذَا البيت فقل لي: مَا معناه? فأجبته بجواب، فقال لي: لَيْسَ هو كذا. وأجابني بهذا الجواب. وَكَانَ الَّذِي أجابهُ بهِ ابنُ الأعرابي أن خفافاً من غير رعِل ومطرود.
وَفِي كلام العرب كلمة أخرى تُشبهها لَمْ تجئ فِي القرآن وهي "أما" وهي كلمة تحقيق إذا قلت "أما إنّه قائمٌ" فمعناه "حقاً إنّه قائمٌ".
باب إنما:
سمعت عليَّ بن إبراهيم القطّان يقول: سمعت ثعلباً يقول: سمعت سلمة يقول: سمعت الفرَّاء يقول: إذا قلتَ: "إنما قمت" فقد نفيتَ عن نفسكَ كلَّ فعل إلا القيام، وإذا قلت:"إنما قامَ أنا" فإنك نفيتَ القيامَ عن كلّ أحد وأثبتَّهُ لنفسك.
قال الفرَّاء: يقولون: "مَا أنت إلاَ أخي" فيدخل فِي هَذَا الكلام الأفراد. كأنه ادعى أنه أخٌ ومولىَّ وغير الأخوّة، فنفى بذلك مَا سواها. قال: وكذلك إذا قال: "إنما أنت أخي". قال الفرّاء: لا يكونان أبداً إلا ردّاً، يعني أن قولك "مَا أنت إلاّ أخي" و"إنّما قام أنا" لا يكون هَذَا ابتداء أبداً وإنما يكون ردّاً عَلَى آخر، كأنّه ادّعى أنه أخٌ ومولىَّ وأشياء أخر، فنفاه وأقرّ لَهُ بالأخوة، أو زعم أنه كَانَتْ منكَ أشياء سوى القيام فنفيتها كلها مَا خلال القيام.
وقال قوم:"إنما" معناه التحقير. تقول:"إنما أنا بشر" محقراً لنفسك. وهذا