للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و"إذ" تكون بمعنى "حين" كقوله جلّ ثناؤه: {وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} ١ أي "حين تفيضون".

باب إِذًا:

"إذاً" مجازاة عَلَى فعل، يقول: "أنا أقوم" فتقول: "إذاً أقوم معك". هَذَا هو الأصل. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "فإني إذاً صائم" أي إذا لَمْ يحضر الطعام فإني صائم. وقال الشاعر٢:

أُزْجُر حِمارِي لا يرتعْ بروضَتِنا ... إذاً يرد وقيد العير مكروبُ

باب أيٍّ:

"أيٌّ" تكون استفهاماً. تقول: "أيُّ الرجلين عندك?".

وتكون للترجيح بَيْنَ أمرين تقول: "أيَّا مّا فعلت فلي كذا" أي إن فعلت هَذَا وإن فعلت هَذَا.

وتكون للتعجب نحو: "أيُّ رجل زيدٌ! ".

باب أَنَّى:

"أنَّى" بمعنى "كَيْفَ" كقوله جلّ ثناؤه: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ} ٣.

وتكون بمعنى: "مِنْ أينَ" كقوله: "أنَّى يكون لَهُ ولد?" أي من أين. والأجْودُ أن يقال فِي هَذَا أيضاً كَيْفَ. قال الكميت٤:

أنَّى ومن أَيْنَ آبَكَ الطربُ ... من حَيْثُ لا صَبْوةٌ ولا رِيَبُ

فجاء بالمعنيين جميعًا.


١ سورة التوبة، الآية: ٦١.
٢ الأصمعيات: ٢٢٨، خزانة الأدب: ١/ ٤٦٢، ديوان الحماسة لأبي تمام: ١٦٥، ونسبته إلى عبد الله بن عنمة الضبي وفي لسان العرب: مادة "كرب" و"سوا" ونسبته إلى سلام بن عوية الضبي, وفي جمهرة اللغة "برك" إلى عبد الله بن عنمة وهو شاعر مخضرم، مات بعد سنة ١٥هـ, وقوله: ازجر حمارك، يريد: كف أذاك.
٣ سورة البقرة، الآية: ٢٥٩.
٤ الروضة المختارة: ٤٩.

<<  <   >  >>