للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"نحن فعَلْنا" فعلى هذا الابتداء خُوطبوا في الجواب. قال الله جلّ ثناؤه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} ١.

باب آخر:

العرب تذكر جماعة وجماعة، أو جماعة وواحداً، ثم تخبر عنهما بلفظ الاثنين. يقول الأسْوَدُ٢:

إن المنيِّةَ والحُتوفَ كِلاهما ... يوفي المَخارِمَ يَرْقُبانِ سوادي

وقال آخر:

ألم يَحْزُنكَ أنّ حبالَ قَيسْ ... وتَغْلِبَ قد تَبَايَنَتا انقطاعا

وقد جاء مثله في القرآن: قال الله تبارك اسمه: {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} ٣.

باب مخاطبة الواحد خطاب الجمع إذا أريد بالخطاب هو ومَنْ معه:

قال الله جلَّ ثناؤه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} ٤ فخوطب -صلى الله عليه وسلم- بلفظ الجميع لأنه أريد هو وأمّته. وكان ابن مسعود يقرأ: "ارجعوا إليهم" مِدْرَهَهُم.

باب تحويل الخطاب من الشاهد إلى الغائب:

العربُ تخاطِب الشاهدَ، ثم تحول الخِطابَ إلى الغائب. وذلك كقول النَّابغة٥:

يا دارَ مَيَّةَ بالعَلياءِ فالسَّنَدِ ... أقْوت وطالَ عليها سالِفُ الأبد


١سورة المؤمنون، الآية: ٩٩.
٢ هو الأسود بن يعفر النهشلي كما في المفضليات: ٢١٦.
٣ سورة الأنبياء، الآية: ٣٠.
٤ سورة الطلاق، الآية: ١.
٥ ديوان النابغة الذبياني: ١٩.

<<  <   >  >>