للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخاطب ثم قالَ: "أقوتْ". وفي كتاب الله جلّ ثناؤه: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} ١ وقال: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} ٢. قال: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ} ٣ وقال في آخر الآية: {أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} ٤. ومنه قوله٥:

أسِيئي بنا أوْ أحسنِي لا ملومةٌ ... لديْنا ولا مَقْلِيَّةٌ إنّ تقلّتِ

باب تحويل الخطاب من الغائب إلى الشاهد:

وقد يجعلون خطابَ الغائب للشاهد، قال الهُذَلِيّ:

يا ويحَ نفسي كان جدَّهُ خالدٍ ... وبياضُ وجهك للتراب الأعْفَرِ

فخبَّرَ عن خالد ثم واجَهَ فقال: "وبياض وجهك". ومنه٦:

شَطتْ مزَار العاشقِينَ فأصْبَحَتْ ... عسراً عليَّ طِلابُك ابنةَ مخرَمِ

باب مخاطبة المخاطب ثم جعل الخطاب لغيره أو يُخْبر عن شيء ثم يُجعل الخبر المتصِل به لغيره:

قال الله جلّ ثناؤه: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} ٧ الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} ٧ يدلّ على ذلك قوله جلّ ثناؤه: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ٨. وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى} ٩. وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} ١٠ وقريب من هذا الباب أن يبتدأ الشيء ثم يخبر عن غيره كقول


١ سورة يونس، الآية: ٢٢.
٢ سورة الروم، الآية: ٣٩.
٣ سورة الحجرات، الآية: ٧.
٤ سورة الحجرات، الآية: ٧.
٥ ديوان كثير عزة: ٥٧.
٦ ديوان عنترة: ١٥١.
٧ سورة هود، الآية: ١٤.
٨ سورة هود، الآية: ١٤.
٩ سورة طه، الآية: ٤٩.
١٠ سورة طه، الآية: ١١٧.

<<  <   >  >>