للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شدَّاد بن مُعاوِية١:

ومَن يَكُ سائلاً عنّي فإني ... وجِرْوَةَ لا تَرودُ ولا تعار

و"جروة" فرسه، فالمسألة عنه والخبر عن غيره. وقال الأعشى٢:

وإن امْرأُ أسرَى إليك ودونَه ... من الأرض موتاة ويَهْماءُ سَمْلقُ

لَمَحْقُوقَةٌ أنْ تَستجيبي لصوته ... وأنْ تعلمي أنّ المُعان موَفَّقُ

وقد جاء في كتاب الله جلّ ثناؤه ما يشبه هذا وهو قوله جلّ ثناؤه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} ٣ فبدأ بهم ثم قال: {إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ} بدأ بهم ثم حوَّل الخطاب. ومنه قول القائل٤:

لَعَلّيَ إنْ مالَتْ بي الريحُ مَيلةً ... على ابنِ أبي ذِبّان أن يتَندَّما

فذكر نفسه وترك وأقبل على غيره، كأنه أراد: لعل ابن أبي ذِبّانَ أن يتندم إن مالَتْ بي الريحُ عليه. ومثله في كتاب الله جلّ ثناؤه: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ} ٥ فخبَّر عن الأزواج وترك الذين. ومثله:

بَني أسَدٍ إنْ ابنَ قيْس وقتلَه ... بغير دَمٍ دارُ المذلَّة حُلَّتِ

فترك ابن قيس وخبَّر عن القتل، كأنه قال: قتلُ ابن قيس ذُلّ.

باب الشيئين ينسب الفعل إليهما وهو لأحدهما:

وينسبون الفعل إلى اثنين وهو لأحدهما. وفي كتاب الله جل ثناؤه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا} ٦ وكان النسيان من أحدهما لأنه قال: {إِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} ٧. وقال: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} ٨ ثم قال: {يَخْرُجُ


١ ديوان عنترة: ٧٧، وديوان زيد الخيل: ١٠٤. وفي الأغاني ونسبته إلى شداد: ١٧/ ٢٠٧.
٢ ديوان الأعشى: ١٢١.
٣ سورة الحج، الآية: ١٧.
٤ هو ثابت بن كعب العتكي كما في المخصص: ١٣/ ١٧٥. وفي اللسان بلا نسبة: مادة "ذبب".
٥ سورة البقرة، الآية: ٢٣٤.
٦ سورة الكهف، الآية: ٦٢.
٧ سورة الكهف، الآية: ٦٣.
٨ سورة الرحمن، الآية: ١٩.

<<  <   >  >>