للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جل ثناؤه: {فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ} ١ وقوله: {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ} ٢. فأما قوله جلّ ثناؤه: {وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} ٣ فيقال: إنها مقتصة من أربع آيات لأن "الأشهاد" أربعة: الملائكة في قوله جلّ ثناؤه: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} ٤, والأنبياءُ صلوات الله عليهم: {كَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} ٥ وأمّةُ محمد -صلى الله عليه وسلم- لقوله جلّ ثناؤه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ٦ والأعضاءُ لقوله جلّ ثناؤه: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ٧.

ومن الاقتصاص قوله جلّ ثناؤه: {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} ٨ قرئت مخففةً ومشددة. فمن شدَّدَ فهو "نَدَّ" إذا نفر، وهو مُقتصّ من قوله: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} ٩ إلى آخر القصة، ومن خَفّفَ فهو تَفَاعلَ من النِّداء مقتصّ من قوله جلّ ثناؤه: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} ١٠. {ؤوَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} ١١. {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ} ١٢، وما أشبه هذا من الآي الذي فيها ذكر النداء.

باب الأمر المحتاج إلى بيان وبيانه متصل به:

قال الله جل ثناؤه: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} ١٣, فبيان هذا السؤال متصل


١ سورة الروم، الآية: ١٦.
٢ سورة مريم، الآية: ٦٨.
٣ سورة غافر، الآية: ٥١.
٤ سورة ق، الآية: ٢١.
٥ سورة النساء، الآية: ٤١.
٦ سورة البقرة، الآية: ١٤٣.
٧ سورة النور، الآية: ٢٤.
٨ سورة غافر، الآية: ٣٢.
٩ سورة عبس، الآية: ٣٤.
١٠ سورة الأعراف، الآية: ٤٤.
١١ سورة الأعراف، الآية: ٨٥.
١٢ سورة الأعراف، الآية: ٤٨.
١٣ سورة الأنفال، الآية: ١.

<<  <   >  >>