للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول قائلهم:

كذلك فعلهُ والناسُ طُرّاً ... بكفِّ الدهر تقتلُهم ضُروباً

فجعل للدهر كفّاً. ويقولون١:

ثأَرتُ المسمعين وقلت بوءا ... بقتلِ أخي فزَارةَ والخِيارِ

قال الأصمعي: لم يكن واحد منهما مِسَمعاً وإنما كانا عامراً وعبدَ الملك ابني مالك بن مِسْمع فأعارهما اسمَ جدّهما. ومثله الشَّعْثمان لم يكن اسم أحدهما شَعْثما وإنما أعير اسم أبيهما "شعثم", ومثله المهَالِبَة و"الأشعرون".

باب أفعل في الأوصاف لا يراد به التفضيل:

يقولون: "جَرَى له طائرٌ أشأم" ويقول شاعرهم٢:

هي الهَمُّ لو أن النون أصْقبَتْ بها ... ولكنّ كَرّاً في رَكوبَةَ أعْسَرُ

وقال الفرزدق٣:

إن الذي سمكَ السماءَ بني لنا ... عِزّاً دعائمهُ أعزُّ وأطولُ

وقال أبو ذُؤَيْبِ٤:

ما لي أحِنّ إذا جِمالُك قرِّبَتْ ... وأصدُّ عنكِ وأنتِ مني أقرب

وقال:

بُثَيْنَةُ من آل النساء وإنما ... يكنّ لأدنى لا وِصالَ لغائب

ويقولون: أن من هذا الباب قوله جلّ ثناؤه: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} ٥.


١ لسان العرب: مادة "سمع" بلا عزو.
٢ ديوان بشر بن أبي خازم: ٧٠. وفيه.
هي العيش لو أن النوى أسعفت بها ... ولكنّ كَرّاً في رَكوبَةَ أعصر
٣ ديوانه: ٤٨٩.
٤ الأغاني: ٢١/ ١٠٢، ونسبته إلى سليمان بن أبي دباكل.
٥ سورة الروم، الآية: ٢٩٧.

<<  <   >  >>