للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الخليل: "اليَعْمَلَه" من الإبل اسم اشتق من "العَمَل" ولا يقال إلا للإناث قال: و"النعت" وصف الشيء بما فيه من حَسَن إلاّ أن يتكلّف متكلف فيقول: "هذا نعتُ سوءٍ" فأما العرب العاربة فإنها تقول: للشيء "نعت" يريدون به التتمة.

قال أبو حاتم: "ليلةٌ ذات أزِيز" أي قُرّ شديد. ولا يقال يومٌ ذو أزيز.

قال ابنُ دُرَيْد: "أشَّ القوم وتأششوا" إذا قام بعضهم إلى بعض للشر لا للخير. ومن ذلك: "جَزَزْتُ الشاةُ" و"حلقت العَنزَ" لا يكون الحَلق في الضَّأن ولا الجّزّ في المِعزَى. و"خفضت الجارية" ولا يقال في الظلام و"حقب البعير" إذا لم يَستقم بولُه لقصد، ولا يَحْقب إلا الجمل.

قال أبو زيد: "أبْلَمَتِ البَكْرة" إذا وَرِمَ حياؤُها لا يكون إلا للبَكرة. و"عدنت الإبل في الحمض" لا تَعْدُن إلا فيه. ويقال: "غَطَّ البعيرُ" هَدَرَ ولا يقال في الناقة. ويقال: "ما أطيبَ قداوةَ هذا الطعام"، أي: ريحَهُ ولا يقال ذلك إلا في الطبيخِ والشِّواء. و"لقعه بِبَعْرَة" ولا يقال بغيرها. و"فعلت ذاك قبل عَيْرٍ وما جَرَى" لا يتُكلَّم به إلا في الواجب، لا يقال: سأفعله قبلَ عير وما جرى. ومن الباب ما لا يقال إلا في النفي كقولهم: "ما بها أرِمٌ" أي ما بها أحد. وهذا كثير فيه أبواب قد صنّفها العلماء.

باب نظم للعرب لا يقوله غيرهم:

يقولون: "عاد فلانٌ شيخاً" وهو لم يكن شيخاً قط. و"عاد الماءُ آجناً" وهو لم يكن آجناً فيعود. ويقول الهُذّلِي١:

قد عادَ رَهْباً رَذّياً طائِشّ القَدَمِ

قال٢:


١ هو ساعدة بن جؤية الهذلي، شاعر مخضرم، والبيت في: شرح أشعار الهذليين: ١١٢٤، ولسان العرب: مادة "عود" وصدره:
"فقام ترعد كفاه بميبله"
٢ لسان العرب: مادة "عسف" ونسبته إلى نبيه بن الحجاج وهو شاعر من العقلاء الجاهليين من قريش قتل في بدر على الشرك. والبيت في أساس البلاغة: مادة "عسف". وفي اللسان.
أطعت النفس في الشَّهَوات حتّى

<<  <   >  >>