للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شَرِبَتْ بماء الدُّحْرَضَيْنِ

وباء المصاحبة: "دخل فلان بثيابه وسيفه" وقوله عزّ وجلّ: {وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ} ١ ومنه "ذهبت بِهِ" لأنك تكون مصاحباً لَهُ. والباء الَّتِي فِي موضع "فِي" قوله٢:

مَا بُكتْ الكبير بالأَطلال

والتي فِي موضع "عَلَى" قوله٣:

أربٌ يبول الثَّعْلُبانُ برأسه

أراد "عَلَى".

وباء البدل, قولهم: "هَذَا بذاك" أي عوض منه. ومنه:

قالت بما قَدْ أراهُ بصيراً

وباء تعدية الفعل "ذهبت بِهِ" بمعنى "أذهبته". وقوله جلّ ثناؤه: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ٤ لَيْسَ من ذا، لأن سرى وأسرى واحد.

وباء السبب قوله جلّ ثناؤه: {وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} ٥ أي من أجله. فأما قوله جلّ وعزّ: {وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ} ٦ فمحتمل أن يكونوا كفروا بِهَا وتبرءوا منها. ويجوز أن تكون باء السبب، كَأَنَّه قال: "وكانوا من أجل شركائهم كافرين".

والباء الدالّة عن نفس المُخبّر عنه والظاهر أنها لغيره قولك: "لقيت بفلان


١ سورة المائدة، الآية: ٦١.
٢ ديوان الأعشى: ٢٠٤، وعجزه:
وسؤال فهل ترد سؤالي
٣ الحيوان: ٦/ ٣٠٤ بلا عزو، وفي ديوان العباس بن مرداس: ١٦٧. وعجزه:
لقد هان من بالت عليه الثعالب
وقيل: إن الثعلبان ذكر الثعالب، والأنثى ثعالة.
٤ سورة الإسراء، الآية: ١.
٥ سورة النحل، الآية: ١٠٠.
٦ سورة الروم، الآية: ١٣.

<<  <   >  >>