للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كريماً" إنما أردته هو نفسه. ومنه قوله١:

وَلَمْ يَشْهَدِ الْهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصِم

أراد نفسه.

والزائدة, قولك "هززت برأسي" و"لا يَقْرَأْنَ بالسُّور".

وباء الابتداء قولك: "باسم الله" المعنى: أبدأ باسم الله.

وباء القسم: قولك "أُقْسِمُ بالله" ثُمَّ يحذف "أقسم" فيقال: "بالله". فإن أرادوا أن يُقسموا بمُضْمَر لَمْ يقولوه إِلاَّ بالباء يقولون: "والله" فإذا أضمروا قالوا: "بِهِ لا فعلت" قال٢:

ألا نادَتْ أُمامَةُ بارْتِحال

لِتُحْزِنَني فلا بِكِ مَا أُبالي

فأما قوله جلّ ثناؤه {وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} ٣، فقال قوم: الباء فِي موضعها وأن العرب تعرف ذَلِكَ وتفعله. قال امرؤ القيس٤:

فإن تَنْأَ عنها حقْبَةً لَمْ تُلاقِها ... فإنَّك مما أَحْدَثَتْ بالمُجرَّبِ

وقال قوم: إنما هو"بالمُجَرِّبَ" بكسر الراء، ويكون معناه "كالمُجَرِّب" كما قال عديّ٥:

إِنني والله فاقبل حَلْفَتِي ... بِأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَرْ

قالوا: معناه "كابيل" وهو الراهب وبمنزلته فِي الدين والتقوى.

ومن روى بيت امرئ القيس بالفتح فالمعنى "بموضع التجريب" كما قال جلّ ثناؤه: {فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ} ٦ أي بحيث يفوزون. وكذلك "بالمجرَّب" أي بحيث جُرِّبت وبحيث التجريب، والمُجَرَّب والتجريب واحد.


١ المقاييس مادة "عصم" بلا عزو. وصدره:
إذا ما غدا لم يسقط الروع رمحه
٢ لسان العرب مادة "با" ونسبته إلى غوية بن سلمى، وفي الخصائص: ٢/ ١٩.
٣ سورة الأحقاف، الآية: ٣٣.
٤ ديوانه: ٤٢ ط.
٥ ديوان عدي بن زيد: ٦١.
٦ سورة آل عمران، الآية: ١٨٨.

<<  <   >  >>