للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فماج الناس, وافترق أصحاب عثمان بن حنيف بعد سماعهم ما تقدم فرقتين, فقالت فرقة: "صدقت والله وبرت, وجاءت والله بالمعروف" وقال الآخرون: "كذبتم, والله ما نعرف ما تقولون" فتحاثوا وتحاصبوا وأرهجوا ...

أوقعت هذه الخطب الانقسام في جماعة عثمان نفسه، ولما رأت عائشة ذلك انحدرت وانحدر أهل الميمنة مفارقين لعثمان حتى وقفوا من المربد في موضع الدباغين. وبقي أصحاب عثمان على حالهم يتدافعون حتى تحاجزوا ومال بعضهم إلى عائشة وبقي بعضهم مع عثمان. وأتى عثمان فيمن معه حتى إذا كانوا على فم السكة سكة المسجد عن يمين الدباغين استقبلوا الناس, فأخذ عليهم بفمها.

كاد الأمر يقف عند هذا، فإن أصحاب عائشة ما أرادوا حينئذ قتالا، ولكن جماعة في أصحاب عثمان -ولعل أكثرهم ممن اشترك في دم الخليفة الشهيد- تعجلوا الحوادث وأرادوا بدء القتال، وكان حكيم بن جبلة على الخيل وهو أول من أقبل ينشب القتال، وأشرع أصحاب عائشة -رضي الله عنها- رماحهم، وأمسكوا ليمسك أصحاب عثمان، فلم ينته حكيم ولم يُثْنَ، وقاتلهم، وأصحاب عائشة كافّون، إلا ما دفعوا عن أنفسهم، وحكيم

<<  <   >  >>