أقدم الطبعة الثانية من كتابي "أسواق العرب في الجاهلية والإسلام" منقحة, مزيدا فيها فوائد عزيزة غزيرة، آملا أن يكون لي نصيب -ولو ضئيلا- في سدّ فجوة من الفجوات في تاريخنا الحبيب. والحق, إن الطبعة الأولى كأنها لم تكن؛ إذ لم يطبع للبيع إلا ثلاثمائة نسخة استنفدت دمشق حينئذ كلها تقريبا.
ووددت لو استطعت الإشراف على هذه الطبعة، ولا أظن الدار التي ستنشر الكتاب إلا باذلة جهدها في أن تفضُل هذه الطبعة سابقتها صحة وجمالا.
ولا يسعني -في هذه المناسبة- إلا شكر العلماء والأدباء من العرب والمستشرقين الذين استقبلوا الطبعة الأولى من الكتاب استقبالا ما كنت أطمع ببعضه، حامدا لهم عنايتهم ببحوثه وثناءهم على صاحبه، مقدرا حسن ظنهم واقتراحاتهم المشكورة أحسن تقدير، وأخص بالذكر صديقي العلامة المرحوم المستشرق سالم الكرنكوي "فريتز كرنكو" فقد لقيت من نبله في خدمة العلم ما أتمنى أن نتحلى به جميعا.
هذا, وقد أبقيت المقدمة على حالها وإن رغب إليّ بعض المستشرقين في حذفها؛ لأنها تفتح العيون على حملة منظمة علينا, متعددة الميادين، ولهم هم أنفسهم دور ناجح في أحد ميادينها، أبقيتها لأنها تؤرخ نواحي اجتماعية