ما نظر القرشيون إلى حلف ولا عهد نظرهم إلى حلف الفضول؛ فهو يظفر منهم برعاية مقدسة وتبجيل وشرف قلما كان بعضه لحلف آخر.
هو حلف تجاري بمقدماته ونتائجه، حفظ سمعة قريش وصان ازدهار أسواق مكة، وأسدل عليها ستارا من الإنصاف والأمن وحماية الضعيف بعد أن كاد الأمن فيها يتعرض للخطر، وكادت حوادث الاعتداء على حقوق الضعفاء تزداد حتى أوشكت أن تزعزع ثقة الأعراب, وتجار النواحي بأسواق مكة.
ولم تنحصر ثمرته فيما سبق الإسلام, بل استمرت فيه وازدادت تأييدا وقوة ومنعة، أثنى عليه صاحب الرسالة -صلى الله عليه وسلم- واعتزّ به. ولما هتف الهاتف به بعد نحو ثمانين سنة من عقده١ استجاب الناس له كأن عهدهم به أمس، فكان جديدا لم تخلق جدته تلك السنون الثمانون التي تمخضت عن أعظم الحوادث الكبار: ظهور الشريعة