ومنعنا "الحجون" من كل حي ... ومنعنا الفجار يوم الفجار
وقول خداش بن زهير:
فلا توعديني بالفجار فإنه ... أحل ببطحاء "الحجون" المخازيا١
أو قول عاتكة بنت عبد المطلب, تخلد نصر قومها في هذه المقطوعة الرائعة:
سائل بنا في قومنا ... وليكف من شر سماعه
قيسا وما جمعوا لنا ... في مجمع باقٍ شناعه
فيه السنور والقنا ... والكبش ملتمع قناعه
بعكاظ يعشي الناظريـ ... ـن -إذا هم لمحوا- شعاعه
فيه قتلنا مالكا ... قسرا وأسلمه رعاعه
ومجدلا غادرنه ... بالقاع تنهسه ضباعه
هكذا كانت تجارة العراق في عكاظ وما يفيده من يجيرها من أرباح مادية ومعنوية هو وقبيلته، سببا مغريا في هذه الحروب. وأي بدع في هذا؟! فإنا ما نزال إلى اليوم نرى أكثر الحروب في حقيقتها تطاحنا على النفوذ الاقتصادي, وتكاد أحداث القرن العشرين كلها تكون حول التنافس التجاري إن لم يكن بصورة جلية, فمن وراء الستار.