خيبر قرية شمالي المدينة، بينها وبين تبوك, وهي عدة حصون لليهود وفيها مياه ومزارع. ونطاة اسم حصن بها واسم عين أيضا, وقيل: هي خيبر نفسها. وحول القرية نخيل كثير يسقى بعين فيها, والبلدة وبئة معروفة في العرب بحمَّاها.
أهلها يهود استوطنوا الحجاز منذ القديم, واشتغلوا بالزراعة والتجارة١.
ونظرا لوقوع هذه القرية على الطريق التجارية الكبرى بين اليمن والشام, أسهم أهلها بتجارة الجزيرة، وكانت إحدى محطات القوافل التجارية في سفرها إلى الشام. ونجح أهلها في متاجرهم حتى أفادوا منها غنى واسعا واستفاضت لهم ثروات طائلة, ونشأت فيهم رءوس الأموال الضخمة, ولا نبعد إذا قلنا: إن خيبر مصرف الجزيرة المالي. ولما فتحها الرسول -صلى الله عليه وسلم- صالح أهلها على الشطر من الثمر والحب. ويذكر أصحاب السيرة غنائم خيبر وما وجدوا فيها من