أحب أن أنبه في بداية هذه المقدمة إلى أنه بسبب صعوبات جمَّة لن تكون هذه الببلوغرافيا الخصة بالمقالات والدراسات مستوفيةً لكل ما كُتِبَ عن العصر الجاهلي، وسبب هذا كله عدم وجود تنسيق بين ما ينشر في دوريات العالم العربي المختلفة، وبسبب الحواجز السياسية التي تحول دون وصول هذه الدوريات إلى الأسواق، أو المعاهد والجامعات، ولا نجد فهارس تذكر الدراسات التي تصدر كل عام أو فترةزمنية ليتسنَّى للباحث أن يتعرف على ما كتبه أو نشره إخوة له في بلد آخر أو مكان آخر, ومع هذا كله, فإنني أزعم أنني عملت جاهدًا للاطلاع على ما نُشِرَ حول العصر الجاهلي ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، استعنت بالزملاء والأخوة المنتشرين في أقطار العروبة، كما رجعت إلى المكتبات ودور الكتب التي تصدر مثل هذه النشرات، وأعانتني مكتبتي الخاصة التي حرصت على ضمِّ كل ما له صلة بالعصر الجاهلي واللغة العربية وعلومها.
وإذا كان لنا من أمل في المستقبل هو أن تعنى أقسام اللغة العربية في جامعاتنا، وكذا مجامع اللغة العربية، ودور الكتب الوطنية، أن تعنى هذه جميعًا بإصدار نشرات دورية بما كتب أو صدر في حقل من حقول المعرفة الإنسانية؛ لأن هذه الخطوة تحقق الأهداف التالية:
١- تتيح لكل باحث أن يلمَّ بما كتب حول موضوعٍ ما, فيستفيد من النتائج ويبني عليها بحثه, ويبدأ من حيث انتهى غيره, فيدور في حلقة مفرغة، ولا تتقدم الأبحاث خطوة إلى الإمام.
٢- إن هذه الخطوة تدفع بالبحث العلمي في عالمنا العربي خطوات كبيرة إلى الأمام.