للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام؛ من اللغة ونصوصًا جديدة عن ديانة أهل الجاهلية، والمثل والقيم الأخلاقية الجاهلية، والتلبيات في الجاهلية.

وما زال أمام الباحثين مجالات خصبة للبحث في فكر أسلافنا في فجر تاريخ أمتنا، وفي مذاهبهم ومعتقداتهم، والسبيل الوحيدة أمامهم النصوص الأدبية، ومعاجم اللغة، وذلك بسبب ما يفتقر إليه الباحث في تلك الفترة من مؤلفات ونقوش، فكل ما نقرأه عن تلك الفترة إنما دوّن بعد ثلاث قرون، ويحتاج الباحث إلى جهود مضنية لتمحيص ما يقرأ من أخبارٍ ليصل إلى الحقيقة.

إن ستارًا كثيفًا من الغموض والإبهام يكتنف الفترة الجاهلية، وإن ظلمًا وتجنيًّا ما زال يحلق بتاريخ هذه الفترة وأدبها وفكرها، ولست أنكر أن جهود المستشرقين، كما سنرى في هذه الدراسة، أعمق وأوسع مما قام به الباحثون العرب، ولكنها تحتاج إلى تنقية ومناقشة، فلا يخلو بعضها من التجنّي ومجانبة الصواب.

ولقد كتبت في غير هذا الموضع، وفي دراسات سابقة أن الأمَّة التي يختارها الله لتحمل مشعل الهداية للعالم لتبلغه آخر رسالة سماوية، وأن أمة تحمل هذا المشعل فتنشره في سنين قليلة في أصقاع العالم المترامي الأطراف، وأن أمة تتصل بحضارات الأمم التي احتكت بها وتتفاعل مع هذه الحضارات، إن أمة كهذه لا يمكن إلّا أن تكون أمة عظيمة في فجر حياتها, تملك طاقات مختزنة، كما تملك الكثير من الإمكانات، وإلّا لما تمكّنت من حمل الرسالة بهذه السرعة، ولما تمكَّنت من نشرها في بقاع الدنيا النائية منها والقريبة.

إن مسئوليتنا كبيرة في أن نجلو ما غمض من تاريخ فكر وحضارة هذه الأمة في الفترة التي سبقت الإسلام، ولن ينقص من قيمة الإسلام إبراز حضارة الأمة التي حملته إلى العالم أجمع, وعلى سبيل المثال لا الحصر يستطيع الباحث من خلال دراسة ميدانية للأمثال أن يفرز كثيرًا من الحقائق المتصلة بحياة الأمة وتراثها وحضارتها.

٤- دراسات تتصل بالشعراء "ثمان وعشرو دراسة":

وتدور حول شعراء منهم: امرؤ القيس وعنترة وزهير والنابغة والمهلهل والخنساء وقيس بن عاصم. وهؤلاء الشعراء يرتبط كل منهم بوقائع وحوادث ذات طابع مميز, مما جعل المصادر القديمة تهتم بهم، وتبع الباحثون المحدثون أسلافهم

<<  <   >  >>