للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢١- ويلاحظ أن الرؤية الشبقية تؤكد طغيانها في القصيدة كلها من طريق بثها في القصيدة نبضًا هادرًا للقوة الحيوانية في شكل صور تستمد بشكل عام من حياة الحيوان، أو تستمد من حيوانات بعينها بصورة واضحة تغني عن فحص مفصل, أما الصور المستمدة من عالم النباتات فلا تسيطر على القصيدة.

٢٢- ويولي الباحث عنايةً للبحث في جوانب البنية الصوتية في القصيدة, ويرى أن ضدية المد/ الجزر تظهر على مستوى البنية/ الصوتية. ويذكر ملمحًا صوتيًّا يظهر في شكل "التضعيف" أو "تكرار فعلي للمصوتات, أي: الفونيمات", ويرى أن التشديد يسيطر على القصيدة سيطرة لافتة.

٣٢- ويتناول أيضًا تحليل نظام القافية في القصيدة الشبقية لارتباطها بطريقة مباشرة بالتشديد والتكرار. ويقرر أن له مغزى بنيويًّا محددًا حيث يعكس البنية الدلالية للقصيدة, ويجسد الحالة النفسية للوجود. كما يتناول جوانب من البنية الإيقاعية, ويدلل من القصيدة بوحدتي "السيل" و"الليل", ويرى تعارضًا بين هاتين الوحدتين ملحوظًا, واختلافات دقيقة بين التأليف العروضي في كلٍّ منها بالرغم من أن البحر واحد.

٢٤- ويلاحظ الباحث أساسيًّا آخرًا تدور حوله القصيدة, هو محور اللغة الزمن؛ حيث تكشف القصيدة على قدرة اللغة على تجاوز الزمن والهشاشة وحتمية اللا معنى, ويلخص العلاقة في وحدات القصيدة حيث تظهر على النحور التالي لغة الحوار:

وحدة الأطلال: هشاشة وموت - توتر وحزن - لغة.

وحدة عنيزة: صدّ - توتر - لغة.

وحدة الليل: حزن أبدي - توتر - لغة.

وحدة الذئب: ضياع وخمود الحيوية - توتر لغة.

بينما لا تظهر في الوحدات التالية, وتغيب لغة الحوار:

في يوم رحيل القبيلة ورحيل المرأة, وفي صورة الأطلال، وفي الوحدة الفرعية لأم الرباب وأم الحويرث، وفي يوم دراة جلجل، وفي زمن مع المرأة الحامل والمرضع، وفي وحدة "بيضة خدر", وفي وحدة الحصان، وفي وحدة السيل.

٢٥- تمثل القصيدة الشبقية مهرجانًا للحيوية والحدة الشعورية قصيدة مأساوية

<<  <   >  >>