للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- إن الشاعر الجاهلي حافظ على نرجسيته وغيريته في آنٍ معًا١.

٥- إن القصيدة الجاهلية تراجيديا حقيقية، لا من حيث الشكل والمنهج، بل من حيث الجوهر فقط، ويتضح هذا كمًّا من خلال شعر عروة بن الورد, والشنفري "لوحة الذئاب"٢.

٦- التأكيد على وجود نفس ملحمي في القصيدة الجاهلية لا سيما معلقتي عنترة وعمرو بن كلثوم٣.

٧- إن الشاعر الجاهلي الذي يمارس البطولة الصدامية يوميًّا لا يستطيع أن يتصوّر للفروسية سوى شكل واحد هو شكله نفسه٤. وهكذا فإن الممارسة الفعلية للفروسية التي يعيشها الشاعر هي التي أعاقت ظهور الشعر الملحمي؛ لأنه لا حاجة به إلى ممارستها في الخيال، فهو يعيش الملحمة صداميًّا, وبعبارة أخرى: فإن العاملين النفسي والاجتماعي هما المسئولان عن غياب الأدب الحدثي بعامَّة والملحمي بخاصة، فالملاحم الإغريقية هي نتاج تطور المجتمع التجاري وبلوغه مرحلة معينة في سلم الحضارة، وكما أن المجتمع الجاهلي أميّ يفتقر إلى الكتابة، وهي أكبر حاجز أمام إنتاج نصوص أدبية مطولة.

٨- إن الأساس الاجتماعي لنفسية الشاعر وهو عدم التنازل عن الذات والإسراف في عشقها، الشيء الذي يذكرنا بحسِّ الاغتراب لدى الشاعر٥, وفي مجتمع كالمجتمع الجاهلي نواجه رفضًا مزدوجًا: رفض المجتمع إنسانية الفرد، أي: استلابه وتغريبه، ورفض الفرد للمجتمع بالمقابل، ومثال هذا عنترة.

٩- لقد ولدت ظاهرة الصعلكة نتيجة ذلك التغريب الذي مارسته الحياة على الفرد، فبادر إلى السلاح٦.


١ مقالات في الشعر الجاهلي ٢١.
٢ نفسه ٢٣.
٣ نفسه ٢٣.
٤ نفسه ٢٦.
٥ نفسه ٣٠.
٦ نفسه ٣٤.

<<  <   >  >>