للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر الأهوازي قال: سمعت أبا الفرج الشنبوذي وأبا الحسين القطان يقولان: {إِنَّهُ هُوَ} وما أشبهه لا يسمى إدغاما، وإنما هو طرح حركة الهاء، فبقيت ساكنة، ولقيت مثلها ولم تدغم فيها؛ لأنك لو أدغمتها وشددت أتيت بما هو أثقل من الإظهار، والإدغام إنما هو إيثار التخفيف.

قال: وسمعت شيوخنا البصريين وأكثر شيوخنا البغداديين يسمون ذلك إدغاما، قال: وقولهما لا أعول عليه؛ لأنهم أجمعوا أن سائر الحروف إذا سكنت, ولقيت مثلها تدغم فيها بلا خلاف.

قال أبو جعفر: وهو إدغام صحيح إلا إذا سكن ما قبلها، وكان غير حرف مد، نحو: {زَادَتْهُ هَذِهِ} ، فهو إخفاء لا إدغام كالنظائر.

باب الياء:

يدغمها في مثلها إذا لم يكن مشددا، تحرك أو سكن ما قبلها نحو:

{يَأْتِيَ يَوْمٌ} ١ و {نُودِيَ يَا مُوسَى} [طه: ١١] ، و {مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [هود: ٦٦] ، و {فَهِيَ يَوْمَئِذٍ} [الحاقة: ١٦] .

وأهل الأداء متفقون على الإدغام، على أن الأهوازي قال: قال ابن مجاهد: لا يجوز مثل هذا في الكلام، ومع هذا فإنه أخذ بالإدغام، ويجب عليه على ذلك أن يأخذ في الواو في مثلها بالإدغام.

فأما {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} [الأعراف: ١٩٦] فذكره الخزاعي لأبي شعيب مدغما، وكذل ذكره الأهوازي له من طريق ابن جرير، وهي رواية أبي أيوب، وابن فرح، وأبي خلاد، وابن سعدان، وعصام بن الأشعث، وعبيد الضرير، كلهم عن اليزيدي، وهي رواية عبد الوارث وعباس وشجاع عن أبي عمرو، والإظهار اختيار ابن مجاهد، والله أعلم.


١ البقرة "٢٥٤"، وإبراهيم "٣١"، والروم "٤٣"، والشورى: "٤٧".

<<  <   >  >>