اتفقوا على إدغامها في مثلها، والتاء, نحو:"وَقَد دَّخَلُوا"[المائدة: ٦١] ولا يجوز غيره حسب ما قدمناه، ونحو:"وَقَد تَّبَيَّنَ" ويجوز الإظهار، وقد رواه المسيبي.
واختلفوا فيها عند ثمانية أحرف: الجيم، والسين، والشين، والصاد، والزاي، والذال، والضاد، والظاء، نحو:{لَقَدْ جَاءَكُمْ} ، و {لَقَدْ سَمِعَ}[آل عمرن: ١٨١] ، {قَدْ شَغَفَهَا}[يوسف: ٣٠] ، وليس غيره، و {لَقَدْ صَدَقَكُمُ}[آل عمران: ١٥٢] ، {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا}[الأعراف: ١٧٩] ، وليس غيره، و {وَلَقَدْ زَيَّنَّا}[الملك: ٥] ، {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا}[الروم: ٥٨] ، {لَقَدْ ظَلَمَكَ}[ص: ٢٤] .
فقرأ ابن كثير وقالون وعاصم بإظهار الدال عند الثمانية.
وأدغم ورش في الظاء والضاد.
وأدغم ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء، زاد له غير الفارسي الزاي.
الباقون، وهم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام بالإدغام في الثمانية.
وعن هشام في {لَقَدْ ظَلَمَكَ} هذا الحرف وحده خلاف، والذي يصح من طريق الحلواني الإدغام كنظائره، وذكر الأهوازي أن الإظهار في هذا الحرف رواية الأخفش عن هشام.
وبالإظهار قرأت له من طريق أبي الطيب، وعلى ذلك عوّل عثمان بن سعيد، وحكى عن فارس عن عبد الباقي التخيير في الدال عند الظاء حيث وقعت.
وبالإدغام آخُذُ له في الباب كله، وهو الذي يصح عندي، والله أعلم.