للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونسيجاً من خرافات كروكت المستمدة من " الحوليات " مع اهتمام ضئيل بالرجل الواقعي ومميزاته (١) . وقد بلغ بها الأمر أن تخفت صوت كروكت في الدفاع عن بدل وبنك الولايات المتحدة وتدفنه في جملة تتحدث عن موضوع آخر دون أن تحاول تفسيرها. إن كتابها " ديفي كروكت " غير علمي وغير تحليلي و " عامي " بأردأ معاني الكلمة، وهو بعامة هزيل لا يصلح للقراءة. أما " أودبون " الذي ظهر بعده بسنتين فقد عدل في الموقف بعض الشيء. ومع أنه ترجمة مباشرة، دون محاولة في النقد أو التحليل فهو في الأقل؟ على خلاف كروكت؟ لذ ممتع جيد الأسلوب وقد وقفت فيه غرارتها الساذجة عند حد قبولها الأسطورة التي تقول إن أودبون كان هو دوفن الصغير المفقود؟ وقولها بأن ذلك أمر جد محتمل؟ وسردها أسطورة عليه بالغة الظنية المفقود عن ابتكاره الجمع بين التلوين بالقلم وطريقة التلوين المائي، الذي اهتدى إليه اتفاقاً ذات يوم أثناء استعراض للصور. وقد وضع الكتابان في أيدي الأدباء الأميركيين مظاهر من موروث " الحد الأميركي " (٢) وصنعا صورة لرجل الأعمال الرائد وللفنان الرائد ولكنهما للأسف قدما هاتين الصورتين على نحو لا يزري بالأديب الجاد أن يجهله أو يغفله.

أما أول كتبها في النقد الشعبي الأصيل فهو " تشارلس شيلر " الذي نشر عام ١٩٣٨، وقد وجدت في شيلر فناناً جاداً (وإن لم يكن من الجودة بحيث ظنته) استكشف موروثاً شعبياً أميركياً لنفسه وذلك هو الشكل


(١) يستحسن أن يتذكر القارئ الحقائق الآتية عن ديفي كروكت هذا: فقد انتخب عضواً في الكونغرس ١٨٢٧ واتخذه حزب الأحرار أداة يقاومون بها جاكسون، ثم أصبح رمزاً لبطولة " الحد " الأميركي تصدر عنه الفكاهات " والحكايات العريضة " وباسمه ألفت عدة كتب، ولا يدري أحد على التحقيق مدى مشاركته في تأليفها. أما الحوليات المتعلقة باسمه فهي كراسات كان يصدرها عدد من الناشرين متسلسلة نحو خمسين، وتحتوي " الحكايات العريضة " التي تتعلق بكروكت نفسه وبمايك فنك وغيرهما.
(٢) الحد الأميركي هو الإقليم القفر الذي انتهى إليه الاستعمار الأبيض في أميركة، في أقصى توعله. وكان له أثر كبير في تشكيل بعض ألوان الأدب الأميركي كالبلاد والحكاية الطويلة وأدب اللون المحلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>