للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أدري إذا كان من الممكن اعتبارها منهجا؟ طريقة وليم إمبسون في قراءة المعاني الغامضة المستغلقة (١) ، التي بلغت حدا كبيرا من الدقة. والمثال النموذجي على هذه الطريقة، تحليله المدهش الذي استغرق اثنتي عشرة صفحة من كتابه " بعض تفاسير للعشر الريفي " Some Versions of Pastoral لبعض ما دعاه ساخرا " ٤٠٩٦ حركة ممكنة من حركات التفكير " في سوناتا شيكسبير الرابعة والتسعين ومطلعها: " أولئك الذين لديهم القدرة على الأذى ولا يفعلون "، وهذه ترجمة من أرفع النماذج وأكثرها تعقيدا، بكل ما فيها من الاحتمالات المنثورة على وجه الصفحة. ومع أنها بكل تأكيد ليست تبسيطا، إذ هي دائما أكثر تعقيدا من الأصل، إلا أنها باعتبارها عرضا " للقراءة " في أرفع صورها، قد وسعت من مجال " الإيصال " الأدبي في زمننا، لا يقل عن سابقه دقة إلا أنه أكثر استقلالا وتفردا، أعني تحليل كنث بيرك الرمزي الذي يعتبر تفسيرا ونثرا كالذي يفعله ولسن، إلا أنه على مستوى أعمق في المعنى. فمثلا يعد ولسن توريات جويس تعقيدا فحسب في المعنى ويترجمها في عبارات مفهومة، أما بيرك فيرى في التورية رمزا عن الأثم وتنكرا للتقوى الكاثوليكية يمتد إلى رفض المواءمة اللغوية، وبذلك يؤكد المعنى الحرفي بمضمون رمزي (٢) .

وليس من العجيب أن تكون آثار جويس، موضوعا من الترجمات المعاصرة، إذ لعلها أخصب حقل لمثل هذه المحاولات في أدبنا الحديث (ويأتي كافكا في المقام الثاني، كما يتضح من مجموعة عنوانها " مشكلة كافكا " The Problem of Kafka) وتكاد تكون جميع اكتب ألفت عن جويس وأعماله شروحا في المقام الأول. فهنالك عدد مما يدعى


(١) راجع ما كتبه المؤلف عن هذه الطريقة في الفصل التاسع من هذا الكتاب.
(٢) راجع الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>