الدوام " وكثيرا ما تكون الأشياء التي ينوه بها في حاجة إلى ترجمة من الناحيتين المجازية والحرفية. وقد قدم بوند في كتابه " روح الرومانس " The spirit of Romance (١٩١٠) أدب أوروبة اللاتينية، في العصور الوسطى، إلى القارئ العادي في إنجلترة وأميركة لأول مرة. وقد اهتدى في تصميم كتابه هذا بكتاب " الشعراء الإيطاليون الأول " Early Italian Poets لروزيتي، ودرس فيه أدب إيطالية وفرنسة وبروفنس وأسبانية والبرتغال وزوده بشواهد كثيرة من الشعر، مترجمة إلى الإنجليزية، مع شروح ونقدات. ولعل هذا الكتاب هو المثل الكامل للنقد التمهيدي الرشيد، وللتبسيط على مستوى من فهم أصيل وذوق سليم. ومع أن بوند قام بكثير من أعمال الترجمة والتفسير منذ لك الحين، بما في ذلك دراساته وشروحه لارنو دانيال وكفلكنتي وهنري جيمس، لم يبلغ في شيء من هذا مبلغ ما حققه في كتابه الأول من فائدة ملموسة.
وبينما اندفع بوند في مشاكسات مختلفة الأنواع، تابع إليوت طريقة صديقه في النقد التمهيدي (١) . وكان ظهور كتاب " الغابة المقدسة " له (١٩٢٠) ، حدثا أدبيا عظيما، قدم لأدباء عصر اليزابث وغيرهم من الأثيرين عنده ما قدمه بوند لكفلكنتي ودانيال، ولكنه قدم ذلك بطريقة أكثر نجاحا في نظر الجمهور، حتى كاد جونسون ومارلو أن ينافسا منكن وكابل وكأنهما من أدباء العقد الثاني من هذا القرن. وقد افترض إليوت في قرائه من الفطنة وسلامة الذوق ما افترضه بوند، وأن لم يعتمد على ثقافتهم اعتماد بوند عليها. ومن الواضح أنه في بعض الأحيان، كما حدث في دراسته لدانتي وسنيكا، يفترض أن جمهوره لم يسبق له أن ألم بهذه الموضوعات، ولا شك أنه محق في ذلك. وقد كتب إليوت مقالات أقصر