للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بكثير من مقالات بوند وأكثرها يدور حول كتاب بأعيانهم. ولما كان يفتقر إلى مثل قدرة أستاذه في معرفة اللغات، فقد تخصص بدراسة المهجورين من أدباء الإنجليز (خاصة كتاب القرنين السادس عشر والسابع عشر) . وعندما يعرض لأديب أجنبي، فإنه قل أن يعتمد ترجماته الخاصة له، أما فيما عدا ذلك فطريقته تشابه طريقة بوند إلى حد كبير لاعتمادها الرئيسي على كثرة الاستشهاد والمقارنة والشرح والتعليق التقييمي. ومع إن اهتمام إليوت بالنشر لا يشبه في ضآلته اهتمام ولسن بالشعر، إلا أنه يكاد يكون أعظم ناقد تمهيدي جاد في زمننا هذا، وهو يعالج مادة المبسطة، وما يتصل بها من تمهيد وتذييل، باتزان وثقة ولم يسيرا لولسن.

وهنالك نوعان حديثان من النقد " الترجمي " أو التمهيدي، يمكن أن يخرجا من حظيرة " التبسيط "، يجدر بنا أن نذكرهما هنا، وهما نقد كلينث بروكس وفلاديمير نابكوف. فبعد أن أخرج بروكس كتابه الأول " الشعر الحديث والاتباعية " Modern poetry and Tradition (١٩٣٩) الذي حاول فيه شرح الصعب وتفسيره على الطريقه التقليدية، ولاسيما شعر إليوت وييتص، وبعد أن أصدر سلسلة من الكتب المدرسية، بالاشتراك مع بعض المؤلفين، ومنها " كيف نفهم الشعر " Understanding poetry، و " كيف نفهم القصص " Understanding Fiction، و " كيف نفهم المسرحية " Understanding Drama، تلك الكتب التي سهلت الأمر على طلاب الكليات تسهيلا مسرفا؟ بعد هذا كله غير منهجه في كتابه " الزهرية المحكمة الصنع " The Well Wrought Urn (١٩٤٧) فحول أن يبرهن فيه، أثناء تحليله لبناء عشر من القصائد، على أن القصائد التي درج الناس على اعتبارها بسيطة سهلة القراءة؟ ومنها قصيدة غراي " مرثاة مكتوبة في فناء كنيسة ريفية " Elegy Written in a Country Churchyard وقصيدة تنيسون " أيتها الدموع، أيتها الدموع المتثاقلة " Tears، Idle Tears

<<  <  ج: ص:  >  >>