للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه الظاهرة، ولله الحمد، تعني الباحثين في علم النفس الاجتماعي اكثر مما تعنينا نحن.

٥

- وهنالك نواح أخرى عديدة من كتابات ولسن، تحتاج إلى بحث، إلى جانب عمله كمترجم. إذ يبدو أنه يعتبر ناقدا تاريخيا في المقام الأول. وهو يصف عمله في " قلعة أكسل " بأنه " تاريخ أدبي ". والنقاد التاريخيون الثلاثة الذين يعتدهم ولسن " أسلافا " له، هم فيكو وهردر وتين. وهو حين يزعم أنه خلف لهؤلاء الرجال الثلاثة في النقد الاجتماعي، يتناسى ما في نظريات الاثنين الأولين على الأقل من توريطات مريبة. ولا يستطيع المرء أن يستنتج شيئا مما ذهب إليه ولسن من أن فيكو كان عدوا للعلم وللفكر الحديث ولديمقراطية الثقافة، وأنه كان شديد التعصب حتى أن دي سانتكس، الذي كان يحترم نتاجه احتراما شديدا، يتهمه بأنه في منتهى الرجعية. أو مما قاله عن هردر من أن إلحاحه على الطبيعة القومية للفكر والفن وعلى الحدس اللاعقلاني للعبقرية، و " الجماهيرية " Folkish، كان مصدرا أساسيا من مصادر تشبث النازية بفكرة الدم والعرق. واستعمال ولسن لتعبير " تاريخي " يقوده دائما إلى تجريده عن ملابساته الاجتماعية، حتى إنه مثلا، يتهم إليوت بأنه يستعمل نقدا (اشبنجلريا) (١) مقارنا، وهذا " في جوهره غير تاريخي "، دون أن ينتبه إلى أن الفترات الأدبية التي لا يأبه بها إليوت أو يسقطها من " موروثة " (Tradition) تؤلف نقدا تاريخيا سلبيا، يمتاز بوعي قوي، وإن " اللازمني " قد يعتبر " فترة زمنية " أيضاً.

والطريقة التاريخية عند ولسن تشمل السيرة أيضاً، وتمتد حتى تشمل


(١) يعني أنه يعنى بتصوير الحضارات من جوانب انحلالها، أو رؤيتها وهي منحلة كما فعل اشبنجلر المؤرخ الألماني في دراسته للحضارة الأوروبية في كتابه " انهيار الغرب " The Decline of the West.

<<  <  ج: ص:  >  >>