للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا كانت تعني ستالين بالضرورة، وهذا ما يراه، فلا فائدة له منها. وفضلا عن ذلك حاول ولسن أن يتقبل الماركسية في حين أنه تنكر لدعامتين من دعائمها الأساسية، وهما المادية الديالكتيكية، ونظرية القيم في العمل، ويعتبرها نوعا من الهراء الصوفي، أما الديالكتيكية في نظر ولسن، فهي الاستمرار اللاشعوري للثالوث المسيحي، ومثلث فيثاغورس السحري (وربما كانت أيضاً رمزا " لأعضاء الذكر التناسلية ") ، وأما نظرية القيم في العمل فإنها ميتافيزيقية ماركس، وهو متأثر في ذلك بآراء سدني هوك وماكس ايستمان. وبما أن هاتين النظريتين هما بالتتالي الأساس الفلسفي والاقتصادي للماركسية، فمعنى هذا أن ولسن كان يحفر على جذور معتقده، وكان انهيار ذاك المعتقد نتيجة حتمية لذلك.

وترتب على تنكر ولسن التدريجي للماركسية، خيبة أمل الشيوعية الروسية، بل ربما كان ذلك هو الدافع الأساسي لهذا التنكر. وكتبه سجل رائع لهذا التحول. فروسية في كتاب " قلعة أكسل " (١٩٣١) " بلد استطاعت فيه مثالية اجتماعية؟ سياسية مركزية، أن تسخر الفنان وتتعهد إلهامه "، وهي أمل الفن أولا ثم المجتمع. ثم ابتدأ شعور القلق على الفنان الروسي يساور ولسن في كتابه " المشاعر الأميركية الهائجة " (١٩٣٢) ، إذ يقول: " ولعل العقيدة السياسية الصارمة التي تتطلب دائما حكايات ملفقة، لتبرز فضائلها، لا تخلو من جانب سقيم ". وفي كتابه " رجلات في بلدين من بلدان الديمقراطية " Travels in Two Democracies (١٩٣٦) ، يتحدث عن زيارة جاهدة، إلى حد ما، قام بها إلى الاتحاد السوفييتي، ويكيل المدح لستالين وحكومته (فروسية ما تزال " ذروة الفضيلة في العالم ") ، ولكنه يهاجم الأميركيين الذين يدينون بالشيوعية الستالينية هجوما مرا. وفي كتابه التالي " الفنانون أو المفكرون كثيرا " (١٩٣٨) ، يهاجم ستالين وسجون البوليس السياسي G P U مهاجمة صريحة، هذا إلى أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>