للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مائتي عام " وبعض قصائد متوسطة الطول اثنتان منها " تقفان في صف واحد مع أعظم القصائد الإنجليزية التي من نوعهما "، واثنتان " عظيمتان " فحسب، واثنتان أخريان " ناجحتان " وعدد غير هذه " يستحق التذكر ". وعلى العموم فإن روبنصون " في مناسبات معينة شاعر من أبرز الشعراء في لغتنا "؛ وأحسن شعره يقف في صف مع أعظم ما أنتجه وردزورث وتنيسون وبراونج وهاردي وبردجز. وبين هؤلاء جميعا " يبدو أن روبنصون يجد صحابه الأدنين، في بعض اللحظات، مثلما يجد منافسيه الأقربين حيث يقف ملتن ودريدن، وهو في وقفته هذه، لا يقف أبدا في الدرجة الدنيا ".

وإذا لم ينفع هذا التأكيد المغالي في بعث صيت جديد لشاعر مغمور أو متخلف فإن ونترز على استعداد ليدعي أن صيته كان مؤثلا ذائعا من قبل، كما قال عن ادليد كرابسي " إنها ليست فحسب شاعرة خالدة " بل " كانت من أشهر الشعراء في عصرنا " (١) .

وأعلى درجة من الإطراء بلغها ونترز مسجلة في الملحق الخامس من كتابه " تشريح الهراء " حيث دون أسماء سبعة عشر شاعرا أميركيا ممن نالوا احترامه من أبناء جيله والجيل التالي له، وعد لهم أروع ثماني وأربعين قصيدة (طتب أمام اثنتين منها " ربما ") . وقد حذف من القائمة اسمه واسم زوجته جانيت لويس (وصرح في إحدى الحواشي أنه يحاول عامدا أن يتجنب الحديث عما كتبته وإن كان يعتقد أنها من أحسن شعراء جيلها كما أنها من أحسن القصصيين) . ومع ذلك فإن نصف الأسماء التي كتبها إنما هي أسماء أصدقائه ومريديه وتلامذته، وقد أسقط من بينها أسماء جميع الشعراء الذين اتفق على تقدمهم في عصرنا؟ تقريبا؟ ويبدو اختياره للقصائد رديئا أو مبينا على الهوى: وهذه الجريدة في مجموعها تعد من


(١) هذا مثل من أبرز الأمثلة على إغراق ونترز وركوبه رأسه في الحكم فإن كرابسي (١٨٧٨ - ١٩١٤) ليس لها من الشعر إلا ديوان صغير نظمته في أواخر عمرها وطبع بعد وفاتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>