للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أغرب الوثائق في الكتابات النقدية المعاصرة (١) .

ويستعمل ونترز مثل هذا التعسف في الحكم على الشعراء الذين يمقتهم وفي رأس القائمة منهم اليوت وييتس وعزرا بوند. أما اليوت فهو مؤلف " محض شعر مستمد من غيره " وهو يعمل كل ما يعمله بوند " بمهارة أقل " وهو " أدنى مرتبة من وليم كارلوس وليمز وآخرين ". ويختم ونترز حكمه على قصيدته " الخاوون " The Hollow Men بهذه العبارة المتسامحة: " وقلما تجد في الأدب الحديث محاولة مشجية كهذه، تستمر بالقصيدة بيتا إثر بيت في عناد لا يلين ". وأما بوند فإنه " همجي حل عقاله في متحف "، وأما ييتس فشاعر " يجيش بعاطفية محزنة ملودرامية ". ويقول عنه في موضع آخر، دون أن يحاول لزوم رأي واحد فيه: إنه شاعر ذو مشاعر قد بردت حتى إنها لتبعث الخدر؛ وهؤلاء الثلاثة؟ بطبيعة الحال؟ أدنى كثيرا في مرتبتهم من بردجز وستيرج مور وغيرهما من الذين يؤثرهم ونترز.

وعلى هذا الهوى والتعسف، لم تسلم آراء ونترز من التقلب. وفي كتابه " تشريح الهراء " الذي نشر عام ١٩٤٣ يصف الشاعر ولاس ستيفنز بأنه صورة للموهبة الشعرية العظيمة حين تكون منحلة منحطة وأنه لم يكتب شيئا من الدرجة الأولى منذ أن نشر ديوانه " الأرغن الصغير " Harmonium سنة ١٩٤٢. أما في كتابه " البدائية والانحطاط " الذي نشر عام ١٩٣٧ أي بعد أن ظل ستيفنز أربعة عشر عاما في الدرك الأسفل؟ كما يقول ونترز فإنه قال فيه " لعله أعظم شعراء جيله ". وفي سنة ١٩٣٩ كتب


(١) إن هذا النوع من الإطراء الذي يمكن أن نسميه " صفق لي أصفق لك " يحدث أثره طردا وعكسا فالناشر الان سوالو A. Swallow يصف ونترز بأنه " أعظم ناقد في نهضة النقد الحديثة " ويسميه لنكولن فتزل L. Fitzell أحد أثرائه السبعة عشر " الشاعر والناقد الرهيف الذي يحب " الغرب " وبعض أهله وإن لم يكن من أبنائه " (أما كلمة " الغرب " فتعني الغرب الأميركي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>