للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رأيته؟ " " أيها الليل؟ "، " يا ساري البرق يرمي عن جوانحنا " " ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا؟ ".

٩ - تشكي الزمن في الأدبين، وهنا لا بد من التنويه بقيمة كلمة " الدهر " أو الأيام " في الأدب العربي، فإن ما يرد في الأدب اليوناني خاصا بالتحدث عن انفعال " الطبيعة " قد يرد إلى الدهر، أو القدر أو الحظ.

١٠ - الفتى الشيخ، أو اجتماع القوة والحكمة، أو الشباب والحلم، يلعب دورا هاما في الأدبين، ولنذكر قول المتنبي:

ليت الحوادث باعتني الذي أخذت ... مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي

فما الحداثة من حلم بمانعه ... قد يوجد الحلم في الشبان والشيب وهو موضوع هام في الرثاء - وخاصة في رثاء من مات صغير السن، وأبو تمام يقول:

لهفي على تلك المخايل منهما ... لو أمهلت حتى تكون شمائلا والمتنبي يعود للتلاعب بهذه العلاقة على نحو آخر في قوله:

سأطلب حقي بالقنا ومشايخ ... كأنهم من طول ما التثموا مرد ١١ - المجازات: هنالك ميادين للافتراق، فالمجازات البحرية والمسرحية قليلة في الأدب العربي وافرة في الأدب الكلاسيكي، ولكن مجازات " القرابة " (ابن، بنت، أم؟) وافرة في الأدبين، فبنات الدهر المكاره، وبنات الصدر الفكر، وبنات الصدر الفكر، وبنات الليل النجوم، وبنات طبق الدواهي، وبنات أوبر الكمأة، وأبو مرة أبليس، وأبو مرة عمرة الجوع، وابنه العنب عند بندار كما هي عند أبي نواس ويستمر هذا المجاز حيا حتى شوقي " يا ابنة اليم ما أبوك بخيل " (السفينة) والأمثلة كثيرة تتطلب تنسيقا ودراسة، لتطورها وتصورها (١) ، ومجازات الطعام والشراب، ومجازات الحواس (كالعين والأذن)


(١) بعض هذه الأمثلة مأخوذ عن البصائر ١: ٦٦ - ٦٧ ومن المفيد أن يرجع القارئ إلى كتاب " المرصع " لابن الأثير، فأنه - حتى عصر مؤلفه - أوفى مصدر لهذا النوع من المجازات.

<<  <   >  >>