للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

موفورة في الأدبين، كمايشتركان في المجازات المستمدة من النحو والبلاغة، وينفرد الأدب العربي بالمجازات المتصلة بالفقه والحديث.

١٢ - الإيجاز؟ من الوجهة المثالية - هو معيار الإجادة في الأدبين، ولكن تحديده على نحو دقيق ربما لم يكن ممكنا، وحسبنا أن نتذكر أن عبد الحميد الكاتب كان يرى الإيجاز أساسا في البلاغة والترسل، وهو المعروف بالأصلة وتشقيق الكلام.

١٣ - اللقاء على مستوى الأساطير: هذه مسألة عرض الأستاذ غرنباوم لجانب منها حين درس مواطن التشابه بين الحكاية اليونانية (Greek novel) وقصص ألف ليلة وليلة. وقد أصبح رأيه معتمدا عند بعض الدارسين (١) ، حسبما عرضه في موضوعين: في مقالة له سبقت الإشارة إليها (٢) ، وفي كتابه " الإسلام في العصور الوسطى " (٣) ، وفيما يلي عرض موجز لأهم ما جاء في هذين المصدرين:

(١) بين قصص ألف ليلة والحكايات اليونانية مشابه، إذ تعتمد كلتاهما على تجواب محبين يطاردهما القدر، ويحكم على المحبين بالأنفصال حتى يتاح للقصة أن تتحدث فيما بعد عن التئام شملهما أكثر من حديثها عن تطور عواطفهما. ويلعب القدر هنا الدور الأكبر في الحالين، إذ يجعل من المرء ألعوبة مسخرة لتقبل النتائج. وفي التفصيلات خروج عن مقتضى " الحكاية " اليونانية، ونزوع إلى المفهوم الإسلامي حول تقلب الحظوظ وعدم ثبات الدنيا على حال، واستشعار الخضوع للقدر بدلا من الثورة عليه.

(٢) التجواب مشترك حقا بين القصة العربية والحكاية اليونانية ولكن كلتا القصتين تهتم بالأحداث لا بالأبطال، وإذا حاولت الحكاية اليونانية ولكن إبراز دور المرأة، فإن القصة العربية تحاول إبراز دور الرجل (البطل) .


(١) انظر مثلا:
The Classical Heritagc، P. ٢٥٥.
(٢) هي:
Greek Form Elements in the Arabian Nights، JAOS، ١٩٤٢، PP. ٢٧٧ - ٩٢.
(٣) Medival Islam، the Univ. of Chicago Prss، ١٩٧١ (Chap IX) PP. ٢٩٤ - ٣١٩.

<<  <   >  >>