للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شبها من خرطومك، فقبل الفيل منه هذه القرابة.

(الدرة الفاخرة: ٥٥٣ ومحاضرات الراغب ٢: ٤١٦)

- ٤ -

الأسد والثعلب والذئب

زعموا أن أسدا وثعلبا وذئبا اصطحبوا فخرجوا يتصيدون، فصادوا حمارا وظبيا وأرنبا، فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا صيدنا، فقال: الأمر أبين من ذلك، الحمار لك والأرنب لأبي معاوية؟ يعني الثعلب - والظبي لي، فخبطه الأسد فأطاح رأسه، ثم أقبل على الثعلب وقال: قاتله الله ما أجهله بالقسمة، هات أنت أبا معاوية، فقال الثعلب: يا أبا الحارث، الأمر أوضح من ذلك، الحمار لغدائك والظبي لعشائك، والأرنب في ما بين ذلك. فقال له الأسد (١) : قاتلك الله ما أقضاك! من علمك هذه الأقضية؟ قال: رأس الذئب الظائح عن جثته.

(الدميري ١: ١٦١ والأذكاء: ٢٥٤ عن أنيس الجليس)

- ٥ -

الأسد المريض

اشتكى الأسد علة شديدة فعاده جميع السباع إلا الثعلب، فدخل عليه الذئب فقال: أصلح الله الملك، إن السباع كلها قد وارتك وعادتك، ما خلا الثعلب، فإنه مستخف بك، وبلغ ذلك الثعلب فأغتنم به، فلما جاءه قال له الأسد: مالي م أرك يا أبا الحصين؟ فقال: أصلح الله الأمير، بلغني وجعك فلم أزل أطوف في البلدان أطلب دواء لك حتى وجدته، فقال له: أي شيء هو؟ قال: مرارة الذئب، قال الأسد: وكيف لي بذلك؟


(١) في رواية عن الشعبي: فقال له الأسد قاتلك الله ما أبصرك بالقضاء والقسمة، من أين تعلمت هذا؟ قال: مما رأيت من أمر الذئب.

<<  <   >  >>