زعمت الأعراب أن الضبع صادت مرة ثعلبا، فلما أرادت أن تأكله قال الثعلب: مني علي أم عامر، فقالت الضبع: قد خيرتك يا أبا الحصين خصلتين، فأختر أيهما شئت، فقال الثعلب: وما هما؟ فقالت الضبع: إما أن آكلك، وإما أن أقتلك. فقال الثعلب: أما تذكرين أم عامر حين نكحتك بهوب دابر، فقالت الضبع: متى؟ وانفتح فوها، فأفلت الثعلب.
(الدرة الفاخرة: ٣٦٨ ومحاضرات الراغب ٢: ٤١٦)
- ١٦ -
ذكاء قنبرة
أولم طير فأرسل رسله ليدعو إخوانه، فغلط بعض الرسل فجاء إلى الثعلب فقال: أخوك يقرأ عليك السلام ويسألك أن تتجشم العناء إليه في يوم كذا، وتجعل غداءك عنده، فقال الثعلب: قل له السمع والطاعة. فلما رجع واخبر الطير بغلطه اضطربت الطيور من ذلك وقالوا له: يا مشؤوم أهلكتنا وعرضتنا للحتف ونغصت أمرنا علينا. فقالت القنبرة: إن أنا صرفت الثعلب بحيلة لطيفة، ما لي عندكم؟ قالوا: تكوني سيدتنا وعن رأيك نصدر وعلى أمرك نعتمد، فقالت: مكانكم، ومشت إلى الثعلب فقالت له: أخوك يقرأ عليك السلام ويقول: تحضر غدا يوم الأثنين، وقد قرب الأنس بحضورك، فأين تحب أن يكون مجلسك؟ مع الكلاب السلوقية أم مع الكلاب الكردية؟ فتجرعها الثعلب. ثم قال: أبلغني أخي السلام وقولي له: والله أنا مسرورة بقربك، شاكر الله سبحانه على ما منحني من مكانك، ولكن تقدم لي نذر منذ دهر بصوم الاثنين والخميس، فلا تنتظروني.
(البصائر ١: ٢٨٢ - ٢٨٣ والأذكياء: ٢٥٧)
- ١٧ -
الثعلب لا يذهب رسولا إلى الكلب
قيل لثعلب: أتحمل كتابا إلى الكلب وتأخذ مائة؟ قال: أما الكراء فواف، ولكن الخطر عظيم.