معنى هذا أن العاقل لا يترك الحزم في كل أموره، ولا يتبع شهوته، لا سيما إذا علم أن فيها هلاكه، بل ينظر في عاقبة أمره، ويأخذ بالحزم في ذلك.
(الأذكياء: ٢٥٦، والدميري ١: ٢٩٦)
- ٢٤ -
الدب والعنب
قيل لدب: لم تفقر رجلا في ليلة من كثرة ما تأكل [من] عنبه، فقال: لا تلمني فإن بين يدي أربعة أشهر أنجحر فيها، فلا أتلمظ إلا بالهواء.
(الإمتاع ٣: ٧٣)
- ٢٥ -
كركي يتصقر
كركي كان يجيء كل يوم إلى شاطئ نهر فيلتقط من الحمأة دودا ويقتصر في القوت عليه، فرأى يوما بازيا قد ارتفع في الجو فاصطاد حماما، فأكل منها بعضا وترك في موضعه البعض وطار. فتفكر الكركي في نفسه وقال: مالي لا اصطاد الطيور كما يصطاد، وأنا أكبر جسما منه، فارتفع في الجو، وانقض على حمام فأخطأه، فسقط في الحمأة فتلطخ ريشه ولم يمكنه أن يطير، فأخذه قصار كان يعمل على شاطئ النهر وحمله إلى منزله، فاستقبله رجل فقال: ما هذا؟ قال: كركي يتصقر.
(محاضرات الراغب ١: ١٩٤)
- ٢٦ -
كلب رازي في اصبهان
لقي كلب أصبهاني كلبا رازيا بالري، فقال له: ما أطيب أصبهان! إني أرى الخبازين يرمون بالرغفان على قارعة الطريق، فقال الكلب الرازي: لا أعمل خيرا من الخروج إلى إصبهان، فلما خرج أول ما لقي دكان خباز من الطريق الذي يشرع إلى دولكاباذ، فجاز بها، وأخذ الخباز يطرح الخبز على لوحة، والكلب يأخذ يأكل، فنظره