للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اللذين ينسبان إليه وهما الإلياذة والأوديسة لم يترجما إلى العربية، مع أنهما ترجما (أو ترجم بعضهما) إلى السريانية على يد ثوفيل الرهاوي في القرن الثامن الميلادي، حسبما ذكر ذلك أبو الفرج ابن العبري (١) ، ولكن تلك الشهرة ترجع إلى أن الدارسين للثقافة اليونانية وجدوا في مصادرهم شهادة موثقة في الثناء على أوميرس، وأنه كان عند يونان أرفع الشعراء منزلة (٢) وهم يقرأون أن ديوجانس الكلبي سئل من أشعر اليونانيين فقال كل واحد عند نفسه وأوميرس عند الجمهور (٣) ومما زكى هذه الشهادة وأيدها إعجاب كل من أفلاطون وارسطاطلليس وثناؤهما عليه واستشهادهما بشعره " لما كان يجمع فيه من اتقان المعرفة ومتانة الحكمة وجودة الرأي وجزالة اللفظ (٤) ". وقد وجدوا ارسطاطاليس بخاصة يكثر من ذكره في كتابيه الخطابة والشعر، ويمنحه التفوق في كل موقف ويميزه بالإجادة المطلقة، ولعل هذا الذي أوحى إلى ابن رشد أن يقول فيه: " فكان رب النعمة العظيمة بذلك عند اليونانيين وعظموه كل التعظم حتى اعتقدوا فيه أنه كان رجلا إلهيا، وأنه كان المعلم الأول لجميع اليونانيين (٥) ".

وتندرج الأقوال الملحقة باسمه في ثلاثة أنواع:

١ - أقوال ومواقف حكمية يشارك فيها سائر الحكماء.

٢ - أشعار ثابتة النسبة له أو محتمل ثبوتها.

٣ - أشعار نسبت له وهي لغيره.

١ - الأقوال والمواقف الحكمية: أورد المبشر بن فاتك عددا كبيرا منها، وعند ابن هندو والشهرستاني والشهرزوري بعضها (٦) ، وفي بصائر التوحيدي عدد منها تحت عنوان


(١) كريمر: ٢٦١، وانظر أيضا:
G. E. von Grunebaum: Medieval Islam، (the University of Ghicago Press، ١٩٦١) P. ٣٠٣.
(٢) مختار الحكم: ٢٩.
(٣) الكلم الروحانية: ١٠٦ ومنتخب صوان الحكمة: ٧١، وصوان (طهران) : ١٩٣.
(٤) الملل والنحل ٢: ١٦٤ ومنتخب: ٧٠ وصوان الحكمة (طهران) : ١٩٢.
(٥) ابن رشد: تلخيص الخطابة: ١٠٢.
(٦) مختار الحكم: ٣٠ - ٣٣ والكلم: ٩٠ - ٩١ والملل والنحل ٢: ١٦٥ - ١٦٦ وشمس الدين الشهرزوري: روضة الأفراح ونزهة الأرواح: الورقة ٤٤.

<<  <   >  >>