للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

القصتان بثالثة رواها صاحب العقد (٣: ٦٨) عمن صاد قبرة فرجته أن يطلقها على أن تقدم له ثلاث نصائح. ويبدو أن هذا النوع من القصص قد كان ملائما للتعبير عن الحقيقة الخادعة تحت مظهر نسكي.

٢ - قصة الذئب الذي أخذ يعدد الذنوب على الحمل افتئاتا، لكي يسوغ لنفسه أكله (١) (الدرة الفاخرة: ٢٩٤ وانظر الميداني ١: ٣٠٢ والزمخشري ١: ٢٣٣ وبابريوس رقم ٨٩، ص: ١١١ وفايدرس، الكتاب الأول رقم: ١، ص: ٩١) ويبدو أن هذه القصة قد وضعت في صيغة شعرية، في عهد مبكر، إذ جاءت على هذا النحو (٢) :

وأنت كذئب السوء إذ قال مرة ... لعمروسة والذئب غرثان مرمل

أأنت الذي من غير جرم سببتني ... فقال متى ذا قال ذا عام أول

فقال ولدت العام بل رمت ظلمنا ... فدونك كلني لا هنا لك مأكل ٣ - قصة الحمار الذين يهين الفيل بقوله له: " يا أخي "، وإذ يستغرب الفيل هذه القرابة يشير الحمار إلى الشبه بين غرموله وخرطوم الفيل (الدرة الفاخرة: ٥٥٢ ومحاضرات الراغب ٢: ٤١٦ وفايدرس، الكتاب الأول رقم: ٢٩، ص: ٢٢٥ وقد جمعت هذه القصة أيضا عند فايدرس معنى الاستعلاء الذي أدى بالليث إلى أن يعف عن دم الخنزير لئلا يلطخ به شاربه) .

٤ - قصة الأسد والثعلب والذئب الذين اصطحبوا معا في رحلة صيد، فصادوا حمارا وظبيا وأرنبا، وسئل الذئب أن يقوم بالقسمة فأعطى الحمار للأسد والأرنب للثعلب واحتفظ لنفسه بالظبي، فخبطه الأسد فأطاح رأسه، قم أقبل على الثعلب وطلب إليه إجراء القسمة فقال الثعلب: الحمار لغدائك والظبي لعشائك والأرنب في ما بين ذلك، وقد تعلم القسمة العادلة من رأس الذئب الطائح عن جثته (الدميري ١:


(١) ذكر حمزة في كتاب الدرة الفاخرة أن هذه الخرافة تقع في حديث طويل من حديث الأعراب، وتابعه في ذلك الميداني، إلا أنهما لم يذكراه، ولا ريب في أن ذلك الحديث يمثل الخرافة وما فيها من حوار بين الذئب والحمل، ولكني لم أعثر عليه.
(٢) يضاف إلى المصادر المذكورة في المتن لهذه الأبيات، محاضرات الراغب ١: ١٣٨.

<<  <   >  >>