للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وليس لأحد أن يستدلَّ على شرعيتهما، بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الصلاة خير موضوع» (١) ؛ فإن ذلك يختصُّ بصلاة لا تخالف الشَّرع بوجه من الوجوه، وقد صح النَّهيُ عن الصلاة في الأوقات المكروهة (٢) ، نقل ذلك كلَّه العلاّمةُ الزَّبيديُّ في «شرح الإحياء» (٣) .


(١) ورد بهذا اللفظ ضمن حديث أبي ذر الطويل، الذي أخرجه أحمد (٥/١٧٨، ١٧٩) ، وهو -مطولاً ومختصراً- عند النسائي (٨/٢٧٥) ، وابن سعد (١/٣٢) ، والحاكم (٢/٢٨٢) وإسناده ضعيف جداً، فيه عبيد بن الخشخاش، متروك. وأبو عمر الدمشقي ضعيف، والراوي عنه المسعودي، قال الدارقطني: المسعودي عن أبي عمر الدمشقي متروك.
وأخرجه ابن حبان في «المجروحين» (٣/١٢٩) ، وابن عدي في «الكامل» (٧/٢٦٩٩) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١/١٦٨) ، والبيهقي (٤١٩) من طريق يحيى بن سعيد السعيدي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، ولم يذكروه بتمامه.
وإسناده ضعيف جداً، يحيى بن سعيد يروي عن ابن جريج المقلوبات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد، قاله ابن حبان، وقال ابن عدي: هذا أنكر الروايات.
ويغني عن هذا حديث ثوبان الصحيح: «استقيموا، ولن تحصوا، واعلموا أن من خير أعمالكم الصلاة» ، وقد خرجتُه في تعليقي على «الطهور» (رقم ١٩) ، وتعليقي على «الباعث» (ص ١٥٤-١٥٥) ، وانظر: «السلسلة الصحيحة» (١١٥) ، و «الإرواء» = = (٢/١٣٦-١٣٧) .
وحديث ثوبان يشهد لحديث أبي ذر، وفي الباب عن أبي هريرة وأبي أمامة، ولذا حكم شيخنا على هذه القطعة من حديث أبي ذر بأنه حسن لغيره، انظر «صحيح الترغيب» (رقم ٣٩٠) .
(٢) ورد ذلك في أحاديث كثيرة في «الصحيحين» وغيرهما، انظر تخريجي لبعضها في تعليقي على «الموافقات» (٢/٥١٦) ، وعلى «إعلام الموقعين» (٣/٣٥٣ و٤/١١) .
(٣) المسمى «إتحاف السادة المتقين» (٣/٤٢٧) .

<<  <   >  >>