للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عن الإمام النووي، وبذلك يقعون -أيضاً- في إثم ترك الإنصات، وجهر بعضهم على بعض بالقرآن، ومعلوم أنه منهي عنه، بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أيها الناس، كلكلم يناجي ربَّه، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة» (١) ، خصوصاً وأنَّ البعض من الذين يشتركون في تلك التلاوة لا يحفظون السورة ولا الدعاء (٢) ، فيتلقَّفون الكلمات من غيرهم، وهناك التَّشويش والتشويه الذي لا يرضاه اللهُ ولا رسولُه.

ومن هذا يتّضح فساد قول خزيران: «واجتماع مسلمي هذه البلاد في مساجدهم تلك الليلة، خالٍ مِن كلِّ منكرٍ وشرٍّ، إنه عبارة عن صلاةٍ، وتلاوةِ قرآن، وتضرّعٍ، ودعاء» .


(١) أخرجه عبد الرزاق (٤٢١٦) ، ومن طريقه: أحمد (٣/٩٤) ، وعبد بن حميد (٨٨٣) في «مسنديهما» ، وأبو داود (١٣٣٢) ، والنسائي في «الكبرى» (٨٠٩٢) ، وابن خزيمة (١١٦٢) ، والحاكم (١/٣١٠-٣١١) ، والبيهقي (٣/١١) من حديث أبي سعيد الخدري، قال: اعتكف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، وهو في قُبَّةٍ له، = =فكشف السُّتورَ، وقال: «ألا إنّ كلَّكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضاً، ولا يرفعنّ بعضكُم على بعض بالقراءة» ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
(٢) حتى لو حفظوها، فالذكر بصوت واحد بدعة، وللتفصيل مقام آخر، وانظر «المدخل» (١/٩٠ وما بعد) لابن الحاج، و «رياض الصالحين» (تحت الحديث رقم ٢٥٠ - تعليق شيخنا الألباني) ، و «مجلة المنار» (م ٣١/ص ٨، سنة ١٩٣٠م-١٣٤٩هـ) ، و «السلسلة الصحيحة» (٥/١٣-١٤) ، والله الهادي والواقي.

<<  <   >  >>