للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا التراويح فالاختلاف في عدد ركعاتها إنما هو اختلاف في روايات أحاديثها بالبداهة (١) ، ولا تنبغي المشادَّة فيها ألبتة، بل أرى أنها من الأمور الثانوية (٢) ، وليصلِّها من شاء على أيّ كمية منها (٣) ، وما أهلك المسلمين إلا أهواؤهم، حتى تناول اختلاف العلماء منهم أموراً كان اختلافهم فيها لفظياً، وأموراً وضح أنَّ اختلافهم فيها كان من أمرين هما من الدَّاء الشديد بمكان؛ وهما:

الفلسفة التي نقلت بما لها وما عليها من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية.

والأمر الآخر: هو النَّعرة المذهبية، وهذه الأمور هي كخلق الأفعال مما هو معروف.


(١) وقد حققنا ذلك في التعليق على الصفحات (٧٥-٧٩، ٨٣-٨٧) ، فانظرها غير مأمور.
(٢) لو قال: الخلافية، لكان أجود، والخلاف الذي يمتد بين المحققين على اختلاف الأمصار والأعصار من أمارات الخلاف السائغ والمعتبر، وأقوى دليل للمتوسعين: العمل الموروث، على ما بيَّن الشيخ عطية محمد سالم -رحمه الله- في كتابه «التراويح، أكثر من ألف عام في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -» ، والله الموفق.
(٣) لعبد الرحمن بن عبد الكريم الزبيدي الشافعي (ت ٩٧٥هـ) رسالة محفوظة في دار الكتب المصرية [٣٥٤ مجاميع] بعنوان «إقامة البرهان على كمية التراويح في رمضان» . انظر «فهرس دار الكتب» (١/٤٩٨) .

<<  <   >  >>