للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقد أجلْتُ طرف الطرف في هذه الرسالة المؤلَّفة، التي صاغها بنان الفاضل الشَّهير، والعالم العامل النِّحرير، الشيخ كامل القصَّاب، ذي الشأن، والقدر المهاب، فوجدت من جملة فضائله وإرشاده ونصحه للأمة، نشر هذه العجالة، المؤيَّد موضوعها بالأدلة الصَّحيحة، وفي تأييد موضوعها صريحة لا يرتاب فيها فاضل، وكم ترك للأواخر الأوائل؟! فاتِّباع ما صح في الشرع هو الأولى والأحرى، والاستعداد للدار الأخرى هو مرمى المحقق، لا الأمور الأخرى، فجزى الله -تعالى- جامعَها خيرَ الجزاء، ووفقنا وإياه للاشتغال بكل خير، وحفظه من كل سوء وضير، وجعله من الطَّائفة المباركة الظَّاهرين على الحقّ، لا يضرهم مَنْ خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم على ذلك، والشكر لله على ذلك.

٥ جمادى الأولى سنة ١٣٤٤

مفتي دوما

مصطفى الشَّطي (١)

١٨

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، النَّاصرين للسُّنَّة والدِّين، الخاذلين لبدع المبتدعين، أما بعد:

فهذا كتاب جليل في بابه، عديم المثيل، موافق لأصل الشرع الحنيف، الخالي من البدع والتَّحريف، كيف لا؟ وقد شهدت له الأفاضل، وأذعنت جميعاً بأنه الفاضل، وناهيك بهذه الشَّهادة، فهي خاتمة الحُسنى وزيادة.

١٥ جمادى الأولى سنة ١٣٤٤


(١) هو مصطفى بن أحمد بن حسن بن عمر بن معروف الشطي، ولد سنة ١٢٧٢هـ، ونشأ في رعاية والده وعمه، ولازم دروسهما، أخذ علم التصوف عن الشيخ محمد الدندزاوي لما اجتمع به سنة ١٣٠٥هـ، تولى الخطابة والتدريس في المدرسة الباذرائية، = وفي = سنة ١٣٠٠هـ صار كاتباً في محكمة البزورية، وفي سنة ١٣٢٧هـ تولى التدريس في قضاء دوما، ثم في سنة ١٣٣١هـ وجهت عليه الفتوى فيها، فاستقر هناك حتى أواخر حياته، توفي سنة ١٣٤٨هـ.
انظر: «تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري» (١/٤٤٥) ، «مختصر طبقات الحنابلة» (١٧٦-١٧٧) ، «معجم المؤلفين» (١٢/٢٣٧) .

<<  <   >  >>